كتاب وآراء

أل”سيلڨي الملكي” بباريس أبلغ من الكلام.

بطابعها العفوي ودفئها الأبويّ الإنساني تفاعلت الحسابات المغربية في مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصّاته مع صور حديثة ظهر فيها جلالة الملك محمد السادس أمس الثلاثاء رفقة نجليه، ولي العهد الأمير الحسن والأميرة خديجة، وهم يتجولون في شوارع العاصمة الفرنسية باريس وبطابعها الأسريّ الحميميّ كما تشير لقطة ترتيب وشاح الأميرة خديجة، وفي الأخرى كان الأمير الحسن يلتقط صور شخصية “سيلفي” له رفقة والده وشقيقته، أما الثالثة فكان العاهل المغربي يتحدث مع ولي العهد، بجانب ابتسامة الأميرة الجليلة
كان السّياق العام المحيط بهذه الصور الملكية الدافئة هي التي فجّرت بشكل رهيب تدوالها وتقاسمها وعلى نطاق واسع بين عموم أفراد الشعب المغربي بصيغة الحمد والشكر لله سبحانه الذي استجاب لدعواتهم المرفوعة إليه بالشفاء العاجل لجلالته وهم يتذكرون لحظة استقباله للرئيس الفرنسي متستعينا بعصى طبّي في مشيته.. او وقفته الشبه مائلة متوسطاً الحكومة المعدّلة قبل اسابيع..
كانت الجملة المرافقة مع تقاسم هذه الصور الملكية
( الحمد لله ملكنا بدأ يتعافى وفي مزاج أسريّ هائل ورائع)
هي صور صامت بالف كلمة وكلمة تتغيّأ من جهة ارتفاع منسوب الإطمئنان لمزاجنا الشعبي العام اتجاه عاهل البلاد وقائد نهضتها ورمز وحدتها
ومن جهة ثانية هي صور / جواب صامت لثرثرة سابقة عند الكراغلة في العالم الآخر والتي رافقت الوضعية الصحية التي ظهر عليها جلالته لحظة استقبال ماكرون وبلغة الحقد والتشفي حدّ ان حمق مخابراتها وغبائها أيضاً سارعت إلى فبركة صورة لجلالته وبتشويه متعمد على مستوى ملابسه..
هي صور تجبّ أيضا كل المغالطات والفبركات والتخيلات التحليلية التي تداولتها وسائل الإعلام الجزائري لحظة استقبال ولي العهد للرئيس الصيني مدّعيا ان عاهل البلاد في حالة صحية جد حرجة وموضوع الخلافة والصراع القاتل وسط القصر.. وبعناوين ما أنزل الله بها من سلطان
ثلاث صور وفي صمت رهيب رهابة دفئها الإنساني وتفاعلنا كمغاربة معها بالكثير من الحب والتقدير والإعجاب لم تستطع ان تلجم الافواه الحاقدة في هذا النظام العسكري الإرهابي.. لتخرج علينا جريدة الاوراس البوق الأول لشنقريحة بعنوان يؤكد لا محالة بأن هذه العصابة من شرّ ما خلق الله ومجرّدة من أدنى الادنى من التربية والتهذيب.. بحيث تفاعلت مع هذه الصور الملكية بشكل يثير الشفقة والضحك في ذات الوقت :
( ملك المغرب محمد السادس يتسكع في شوارع باريس بزي حربي)
ليلاحظ الجميع كيف تحوّلت تجوّل الملك الإنسان مع أسرته وبحميميّة خاصة دافئة.. كيف تحولت عند هؤلاء المرضى إلى تسكّع وشرمدة..
كيف يمكن لإنسان عاد فكيف بنظام دولة ان يسمح لنفسه التعليق على حياة الآخرين بمثل هذا الأسلوب والصفة لولم يكن من أبناء الرذيلة وأصول مجهولة الهويّة.. وهل لشنقريحة أصول حتى نطلب منه أن يكون طبيعيا وسويا بعد أن يكون إنسانا..
نعم هو حيوان دومويّ…كما يكشف تاريخه داخل الجزائر لاغير..
أما حروبه معنا فقد أسير مرّتين.. وتلك عقدة انتقام كغصة في حلقه كما في عنوان جريدته.. وهي تعتبر ماكتب على بنطلون جلالته ( من يقرّر الحرب) كأنه زيّ حرب أو إعلان حرب كما ذهب مقال جريدة اوراس..
ومتى كنّا في سلم وأمن وآمان مع الجنيرالات منذ 1963 وصولاً إلى ندوة ( الريف / الريح) قبل أيام..
وما زالت الحرب قائمة وعلى جميع الواجهات الدبلوماسية وغيرها.. وما زالت الهزائم تلاحقكم وعلى جميع المستويات لأنكم تحاربون من أجل الانتقام من هزيمة سابقة ونحارب نحن من أجل إلحاق انتصار بانتصارسابق بهدف الدفاع عن حقوقنا المشروعة لاغير
لسنا من دعاة الحرب.. ولم نرث هذا البلد من قطاع طرق كما في تركيبة نظامكم ايها الكراغلة بل تاريخ حروبنا لا تخرج عن ثنائية الدفاع عن حوزة وطننا او مناصرة إخوة لنا مثلكم وغيركم..
نحن دعاة سلام.. لذلك نستعد للحرب كي نحافظ عليه.. ونذهب إليها منتصرين اولا بقيمنا ومشروعية قرارنا.. لا كما انتم تذهبون إليها منهزمين وتبحثون عن الانتصار..
من تاريخنا تعلّمنا أنّ الإنتصار الحقيقي هو ألاّ يتمّ أصلا السّماح للحرب الميدانية ان تقع.. لان ثقافة السلام هي جزء من الحرب..
علّمنا تاريخنا – أيضاً- أنّه كلّما كان عدوّك محاصراً معزولاً مثلكم يا أشرار العالم.. اترك له فسحة للهروب.. وهي هدية ملكنا لكم على شكل منفذ على المحيط الأطلسي كما جاء في خطاب مسيرتنا الخضراء..
لذلك قالوا إذا كان عدوّك متقلب المزاج وشرير غبيّ ومنعدم الأصول فحاول إغضابه..
فكم أغضبتكم صور جلالته بباريس
وكم افرحتنا حد الثمالة
فموتوا بغيظكم يا أشرار العالم والإنسانية
“””يوسف غريب كاتب صحفيّ”””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى