أمام الإستهداف الجزائري الإيراني…المغرب يقتني قمرًا اصطناعيًا استخباراتيًا متطور.
كشف موقع “عرب بوست” أن تل أبيب ستزود الرباط بقمر صناعي استخباراتي في إطار صفقة عسكرية بمليار دولار بين المغرب وإسرائيل.
وحسب ما أورده الموقع فقد أعلنت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عن اتفاقية بقيمة مليار دولار على مدى خمس سنوات مع طرف ثالث لم يتم الكشف عن اسمه، وفق ما ذكره موقع “Globes” الإسرائيلي المتخصص في الأخبار الاقتصادية.
وتتوقع الشركة، وفق ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية إتمام صفقة القمر الصناعي الاستخباراتي، بحلول عام 2029 وقالت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية إنها “ستوفر ضمانة بمبلغ متغير للعميل وفقًا للتقدم في العمل والتنفيذ والضمانات”.
صحيفة “Globes” أشارت إلى أن هذا الإعلان جاء تزامناً مع زيارة رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، عمير بيرتس، إلى المغرب عبر بلد أوروبي، بينما رفضت الشركة تقديم أي تفسيرات وقالت للصحيفة: “نحن لا نعلق على رحلات رئيس الشركة”.
لكن صحيفة “La tribune” الفرنسية كشفت أن رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، عمير بيرتس، توجه فعلاً إلى المغرب وأن الصفقة التي تحدثت عنها الشركة تهم تسليم المغرب قمراً صناعية استخباراتياً في صفقة تبلغ قيمتها نحو مليار دولار.
وبحسب تقرير لصحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، اتفقت المغرب وإسرائيل على الصفقة بالفعل في نهاية عام 2023 وتم التوقيع عليها في الأيام القليلة الماضية، بحيث سيتم تسليم القمر الصناعي IA في غضون خمس سنوات تقريباً، وفق ما ذكرته صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية الاقتصادية.
كما أكدت “كالكاليست” حسب عربي بوست ،أن رئيس الصناعات الجوية عمير بيرتس، سافر في الأيام الأخيرة إلى المغرب عبر دولة أوروبية لتوقيع الصفقة والتي ظلت حتى الآن سرية.
وسيحل محل أقمار إيرباص الصناعية التي يستخدمها المغرب حالياً، “محمد السادس-أ ومحمد السادس-ب” اللذين أطلقا على التوالي عامي 2017 و2018، وبحسب صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية فإن تحركات المغرب تهدف إلى تحسين قدراته العسكرية في مجال الدفاع الجوي والبري والبحري.
الى دلك يؤكد بعض المحللين ان المغرب ملزم بتقوية وتطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية للدفاع عن نفسه، امام الاستهذاف المباشر الدي يتعرض له من طرف النظام العسكري الجزائري الدي اضحى تنسيقه من النظام الايراني لزرع بعض الادرع الارهابية الايرانية في المنطقة مصدر قلق دولي.
وفي هذا السياق، ووفق “لاروفي دافريك” على حسابها على منصة “إكس”، بتاريخ الأحد 07 يوليوز الجاري، فقد نشر مرتزقة البوليزاريو مقطع فيديو يظهر استخدام المرتزقة لسلاح إيراني لم تسخدمه من قبل، ما يعني أنها قد تكون تسلمت شحنة إيرانية كاملة من الأسلحة الثقيلة.
ووثق الفيديو استخدام المرتزقة لقذائف هاون من طراز HM-16، لم تستخدمها من قبل، ما يورط طهران في دعم المرتزقة ويؤكد الاتهامات المغربية لها.
وكانت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية بدورها، قد قالت في تقرير لها إن “علاقة النظام الايراني بمرتزقة البوليساريو مستمرة في التطور، عبر تزويد طهران لعناصر المرتزقة بصواريخ أرض-جو، والإشراف على معسكرات تدريب مسلحو المرتزقة في الجزائر بتعاون مع حزب الله اللبناني.”
فقد بات من الواضح أن “جمهورية الملالي الشيعية ”استطاعت وباعتراف مراقبين استراتيجيين أن تسنعمل النظام الجزائري “ككيان وظيفي” للتعبيد للتمكين لنفوذها الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي،ولو بضرب مصالح دول بالمنطقة على رأسها المغرب الذي تعتبره دولة الملالي سدا منيعا أمام رغبتها في نشر التشيع بالمنطقة.
التغلغل الناعم لايران بالقارة السمراء:
المتابع لأدبيات الفكر الإستراتيجي الإيراني منذ بداية العقد الماضي، يدرك جليا أولوية افريقيا في الاجندة السياسية الخارجية لطهران، حيث اتسع نطاق العلاقات الإيرانية الأفريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الثالثة، فطهران تمتلك حاليا سفارات في أكثر من 30 دولة أفريقية. وفي منتصف 2010 عقدت القمة الأفريقية الإيرانية في طهران بمشاركة ممثلين عن 40 دولة أفريقية بينهم رؤساء ووزراء ودبلوماسيون ورجال أعمال، الأمر الذي جعل ايران تحضى بصفة العضو المراقب داخل منظنة الاتحاد الافريقي .
واذا كانت اهداف ايران الاستراتيجية بالقارة السمراء قد بدأت تنكشف من خلال سعي طهران الى نشر المذهب الشيعي في عدد من البلدان الافريقية كمدخل لبسط هيمنتها الدينية عليها ، فان اهداف اخرى محركة لايران تتجلى اساسا في محاولة ايران كسب التأثير والنفوذ لكسر حاجز الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية خاصة وان مجموعة من البلدان الافريقية لها قوة تصويتية في هيئات ومنظمات دولية .
واشنطن تصنف الجزائر ضمن وكلاء ايران في منطقة شمال افريقيا:
صنف مشروع قانون المخصصات الخارجية للميزانية العامة الأمريكية الجزائر ضمن “وكلاء إيران” في منطقة شمال إفريقيا، كما نص المشروع على وضع المغرب ضمن قائمة الدول الصديقة التي سيتم دعمها دفاعيا للتصدي للتهديدات التي تستخدم فيها الأسلحة القادمة من طهران، سيما بعد تأكيد تقارير استخباراتية تسليم ايران مسيرات لجبهة البوليساريو قصد ضرب أهداف مغربية .
تصنيف واشنطن للجزائر ضمن “وكلاء إيران” يعد منعرجا كبيرا في توجه السياسة الخارجية الامريكية بمنطقة شمال إفريقيا ، سيما وان التصنيف يأتي أمام اصرار الجزائر نسج تحالفات مع أنظمة ليس لها حاضنة شعبية في بلدها مايؤكد سعي الجارة الشرقية الرامي الى ضرب المصالح الاستراتيجية للمغرب وان اقتضى الحال التحالف مع “الشيطان .
مسيرات ايرانية تصل إلى يد مرتزقة البوليساريو:
تواجه الدول المغاربية(بما فيها الجزائر نفسها التي تدعي تحالفها مع ايران ) تهديدات خطيرة لأمنها القومي بسبب توغل غير مسبوق لدولة المرشد ومليشيات حزب الله الارهابية التابعة لها في المنطقة ، وذلك بعد تأكيد تقارير استخباراتية وصول مسيرات ايرانية لمخيمات الرابوني تتراوح تكلفة الواحدة منها ما بين 20و22 ألف دولار أمريكي بالرغم من النفي الجزائري الذي له مايضحده على أرض الواقع .
المغرب وعلى لسان سفيره الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال ، أكد بالوثائق والحجج بعد جلسة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، أن إيران وحزب الله بصدد الانتقال من تدريب مقاتلي مرتزقة“البوليساريو”، إلى تسليحهم،وذلك عبر تسليمهم شحنة من الطائرات المسيرة إبرانية الصنع.
هلال حذر من استخدام مرتزقة البوليساريو الانفصالية لطائرات مسيرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، موضحا أن المملكة ستتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على المرتزقة وداعميها مشيرا إلى أن الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الرد .
علاقات مغربية ايرانية طبعتها القطيعة وأدلة تورط طهران:
ظلت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وايران شبه مقطوعة حتى أواخر عام 2016 بعد أن قدم سفير ايران آنذاك أوراق اعتماده للحكومة المغربية عام 2015 بينما قدم السفير المغربي الى طهران أوراقه بعد ذلك بعام، منهيا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين والتي استمرت لسنوات ، بمبادرة من الجانب المغربي الذي أراد ان يثبت حسن النوايا للجانب الايراني .
التقارب المغربي الايراني آنذاك ساهم فيه وصول حسن روحاني إلى منصب الرئاسة وانتهاء حقبة سلفه أحمدي نجاد صاحب التصريحات المثيرة… الا ان أطماع دولة الملالي بددت كل تلك الجهود ، بعد تأكيد دعم ايران للاطروحة الانفصالية بالصحراء المغربية من خلال قيام ميليشيات حزب الله الشيعية الارهابية بتدريب عناصر من المرتزقة، وتسليمهم أسلحة وصواريخ أرض جو من طراز سام 9، وسام 11 وستريلا .
وفي سنة 2018 أعلن المغرب على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ردا على تورطها عن طريق حزب الله الارهابي في تحالف مع مرتزقة البوليساريو يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، لتستمر القطيعة مع وصول الرئيس ابراهيم رئيسي الدي قتل بعض سقوط طائرته الرئاسية.(يشار ان المرشد في ايران هو الحاكم الأعلى والفعلي، والرئيس بمثابة رئيس وزراء في الأنظمة الرئاسية).
النظام الجزائري اصبح كيانا وطيفيا للنظام الايراني:
الجزائر اصبحت نقطة ارتكاز الحضور الإيراني وبوابة تفتح نحو توسعها في شمال أفريقيا و البحث لها عن منفذ على المحيط الأطلسي عبر الصحراء المغربية لمراقبة التحركات الأمريكية وتقوية دورها العسكري من جهة ومراقبة الدول الاوربية من جهة اخرى. و هذا هو السبب في اهتمام إيران بتوطيد علاقاتها مع الجزائر وحنى تونس قيس.
و مما يؤكد أن إيران صارت تعتبر الصحراء المغربية هدفا استراتيجيا في سياستها الخارجية ، أنه بعد إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب اعترافه بمغربية الصحراء وعزم الولايات المتحدة الإقدام على ضخ استثمارات كبيرة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، بالإضافة إلى إقامتها لقنصلية عامة في الداخلة وعزمها إنشاء قاعدة عسكرية في الصحراء للدفاع المشترك مع المغرب، ارتبكت طموحات إيران في منطقة شمال أفريقيا.
و ما إعلان المستشار الأول للبعثة الدائمة لجمهورية الملالي الدى الامم المتحدة، محمد رضا شهرايي، يوم 11 مارس 2021 ، عن موقف بلاده الداعم لما اسماه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، ودعوة المغرب إلى “وقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان بالأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية” حسب زعمه، إلا دليلا قاطعا عن الطموحات الإيرانية التي أشرنا إليها وعن التنسيق الجاري بين إيران و الجزائر لتوسيع نفوذها التخريبي وتهديد الوحدة الترابية للمغرب، ما يجعل المغرب أكثر يقظة من أي وقت مضى.
“””افراتي24″””