الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب..أربع حقائق:
أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة الامازيغية بشكل خاص الى ذالك بخصوص اللغات. ومن خلال اعلان الاحصاء هنالك اربعة حقائق اساسية:
1.ان احصاء سنة 1994اشار الى ان المغاربة يتحدثون اللغة الامازيغية بنسبة 72.3%ثم انخفض الى 25% سنة 2024 بمعنى انه خلال 30سنة انخفض المتحدثون بالامازيغية الى اكثر من النصف.
ويدل هذا على حقيقة واحدة ان السكان بالمغرب امازيغ وهذا ينسجم مع الدراسات الاركيولوجية الجديدة.
اذن نحن امازيغ نفقد لغتنا الامازيغية جيل بعد جيل وان الذين يتحدثون الان الدارجة هم امازيغ فقدوا لغتهم الاصلية. لانه لا يعقل منطقيا ان نقول ان من يفقد لغته الاصلية يفقد هويته الاصلية. هذه هي الحقيقة الاولى التي اكدها الاحصاء.
2.ان الحقيقة الثانية و اذا اعتبرنا نتائج الاحصاء صحيحة ، هي انه وقع في المغرب خلال ثلاثين سنة ابادة ثقافية ولغوية خطيرة ، ويتعين على اساسها اعلان حالة الطواري الثقافية واللغوية لوقف هذا النزيف. ويتوفر المغرب على دستور وقانون تنظيمي يمكن على اساسه اعلان النفير لانقاد لغة وثقافة المغاربة باعتبارها مسوؤلية وطنية.
3.بناءا على ذالك ان الاحصاء يعلن ضمنيا في المجال اللغوي والثقافي المغربي ان مجال اللغة والثقافة الامازيغيتين هي منطقة منكوبة. وعندما يتم اعلان في اي بلد في العالم ان منطقة ما اصبحت منكوبة فان الدولة تهب بكل مؤسساتها وهياكلها لتقديم العون والدعم لتلك المنطقة.
وفي هذه الحالة فان على الدولة والحكومة ان تهب لانقاد اللغة الامازيغية لكونها ارث حضاري انساني والمسوؤل على المحافظة عليه هو المغرب. وفي هذه الحالة فان المغرب قد شهد على نفسه على انه فشل في انقاد اقدم لغة في العالم. ويتعين عليه تغيير المنهجية والمقاربة بدل التعبير عن ذالك بكثير من اللامبالات.
*عضو لجنة اليونسكو لعشرية لغات الشعوب الاصلية.