حظيت قضية الوحدة الترابية للمملكة باهتمام ملحوظ خلال زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا إلى المغرب، في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي في هذا المنصب للرباط.
فقد دعا أوحانا، ذو الاصول المغربية، الخميس الماضي 08 يونيو حكومة بلاده إلى الاعتراف بسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية، سيرا على خطى الولايات المتحدة ومجموعة.
وكشف أوحانا، خلال مؤتمر صحفي عقب التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز العمل البرلماني مع رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعلن موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن الصحراء المغربية خلال الفترة المقبلة.
وتأتي زيارة رئيس الكنيست، التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بالتاريخية، في وقت أشارت تقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبحث إعلانا محتملا بالاعتراف رسميا بسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية الصحراوية.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن اتخاذ إسرائيل مثل هذه الخطوة سيؤدي إلى رفع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب إلى مستوى السفارات، بدلا من مكاتب الاتصال.
ويمكن أن تفتح الباب أمام إمكانية إجراء مفاوضات مستقبلية بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وتزامنت زيارة أوحانا للرباط، مع زيارة مماثلة لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي بحث مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الأمني.
كما تأتي الزيارة بعد زيارة أخرى قامت بها وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى المغرب نهاية الشهر الماضي، في أول زيارة لوزير مواصلات إسرائيلي للرباط.
زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي تزامنت كذلك مع مشاركة 12 جنديا من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي لأول مرة في مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية الكبرى، التي تقام في المغرب.
وتستمر المناورات العسكرية أسبوعين ويشارك فيها أكثر من 8000 جندي، منهم جنود أمريكيون ومغاربة.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود يتبعون لـ”لواء غولاني” وهو أحد ألوية النخبة في القوات البرية، والتي تتركز مهام عملها في العمليات العسكرية النوعية في الداخل والخارج.
وتعد مشاركة عناصر الجيش هذه بمثابة أول مشاركة عسكرية إسرائيلية على الأرض المغربية.
وعن مباحثاته مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، أوضح اوحانا أنها “تمحورت حول عدة قضايا، تمهيدا لتوطيد العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل”، على حد قوله، وفي إشارة إلى أصوله المغربية، قال أوحانا إن “هذه الزيارة التاريخية ليست مصادفة، وإنما تعكس القيم المغربية التي يتشبع بها بحكم أصوله، وتربيته والوسط الذي نشأ فيه”.