الشيخ السلفي”أبوعمار”:داعية يمارس حرية التعبير،أم ظاهرة صوتية تمارس السب والقذف؟؟
منذ أن ثم الأعلان عبر مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية المحلية عن استدعاء المسمى “أبوعمار” وخضوعه للتحقيق من طرف الشرطة القضائية بتعليمات من السيد وكيل جلالة الملك بابتدائية إنزكان،بعد أن قدمت ضده شكاية من طرف مواطنين إعتبروا ما صدر من المعني وثم نشره في بعض الفيديوهات المنتشرة بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، سبا وقدفا في حقهم.
وهو الأسلوب الذي داب عليه أبوعمار منذ سنتين في حق مجموعة من الأشخاص، ضمنهم فنانين وفقهاء ومفكرين وصحافيين. وهو ما يعتبره المعنيون جريمة يعاقب عليها القانون.
وإذا كان بعض المستهدفين قد تجاهلوا وترفعوا في مجموعة من المناسبات عن استهدافهم من طرف هذا الشيخ السلفي باسلوب وعبارات غير مقبولة على حد تعبير بعضهم، اسلوب يتنافى حسب بعض الفقهاء الضالعين في الوعظ والدعوة،مع شروط الدعوة الى الله اللزم اتصاف صاحبها بالحكمة والموعظة الحسنة واللين في القول، كما ورد في قوله تعالى:”ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة “(النحل/125)، وقوله امرا لموسى عليه السلام في مخاطبة فرعون:” فقولا له قولا لينا لعله يتدكر او يخشى”،(طه44).
مما يعني تنازلهم عن حق المتابعة الذي يضمنه القانون،فإن آخرين تشبتوا بهذا الحق وقدموا شكاية بالمعني بالأمر.
لكن النقاش الذي تلا دعوة المعني بالشكاية يحاول البعض، خاصة مريدي المتهم، تحويله عن اتجاهه الصحيح، أي تطبيق القانون في موضوع له علاقة بالسب والشتم والقدف في عرض الأشخاص أمام العموم، وتسجيلات وسائل التواصل الاجتماعي تتبث ذاك، إلى اعتبار ما أقدم عليه المتهم يدخل في إطار حرية التعبير، وأن هناك جهة تعادي الوعاظ والمدافعين عن الإسلام.
والحال أن حرية التعبير كما هي متعارف عليها كونيا، وكما يضمنها القانون، لا تتضمن السب والشتم، التي تدخل ضمن خانة الجرم، المعاقب عليه قانونا، كما أن مضامين خطابات المعني لا تدخل حتى في خانة الوعظ والارشاد الذي له قواعده وأدبياته لغة ومضمونا وأسلوبا تلخصه “الجدال بالتي هي أحسن”، كما جاء في كتاب الاداب الشرعية لابن المفلح، الدي اورد في رواية عن عن الامام ابن حنبل،قوله في فصل امر االناس بصفة عامة بالمعروف ونهيهم عن المنكر ما مضمون: من راى منكم من الناس امر يكرهه، يعلمه بغير عنف ولا اساءة،ولا يغلظ له في الكلام، والا تركه…
واعتقد جازما ان المعني فهم بهذا الأمر متأخرا، وهو ما جعله يبحث عن الوساطات مع المشتكين بحثا عن التنازل.
وفي انتظار أن تقول العدالة كلمتها نؤكد على أن الموضوع المطروح لا علاقة له بحرية التعبير ولا بالدعوة الى الله، ولكن بجريمة بعاقب عليها القانون في حالة تبوثها.
ويبقى المتهم بريئا حتى تتبث إدانته.