وطنية

القنيطرة…شعبة التاريخ بجامعة ابن طفيل ما بين الشبقية المعرفية واستراتيجية الانفتاح.

نالت جامعة ابن طفيل بالقنيطرة مشعل الريادة العلمية عن جدارة واستحقاق، بالنظر إلى المتغيرات الحاسمة التي تموج مع المسار التنظيري المنتهج من قبل الوزارة الوصية الرامي إلى تحديد أطر وأسس إجرائية تروم ضخ دماء جديدة منتجة ومواكبة للمشروع التنموي في أبعاده الشمولية بتوسيع دائرة الشركاء والمتدخلين في سياق المشاورات النقاشات الجادة والصريحة بين جل الفرقاء المعنيين بهذا الورش الواعد.
يمكن رصد هذا الاتجاه بجلاء، من خلال الدينامية غير العادية التي تشهدها جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، سيما بعد تولي السيد محمد العربي كركب مهامه على رأس هذه المؤسسة الرائدة التي تؤمن بالمقاربة التشاركية كرهان مفصلي لتكريس مبدأي الإنصات والتفاعل الإيجابي مع مختلف الرؤى المقترحات المقدمة.
في هذا الإطار، يجب التنويه لما تقوم به شعبة التاريخ والحضارة كفاعل أساس في هذه الحركية والتعبئة من رحم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث يجمع جميع المراقبين والمهتمين بالشأن الثقافي مدى الجدية و روح المسؤولية التي انخرط بمقتضاها الفريق البيداغوجي والعلمي المؤطر والساهر على سير وتطوير معالم المعرفة التاريخية لدى الآخر غير المتخصص، اعتبارا اللقاءات و الندوات، و التظاهرات الفكرية التي انعقدت داخل أسوار الكلية وخارجها، بل الأكثر من ذلك أنه صار هناك من يكتب تاريخا محليا للرقعة المجالية الحاضنة للجامعة على غرار العمل الرصين المرجعي الذي أخرجه إلى الوجود الأستاذ والمؤرخ الدكتور سعيد البوزيدي المعنون ب ” القنيطرة رحلة تاريخية” ، هو إصدار يسائل كل الحقول المعرفية َيدعوها إلى ملامسة مستويات “المنظور العالِم”  للإنسان والمجال والمؤسسات بالمدينة. لكن هذا الطرح لا يلغي أدبيات الحوار مع الأطياف الشعبوية فيما يتصل بمرجعيات الفهم والاستيعاب التي يثيرها الكتاب.

هذا المعطى يحيل بكل تأكيد على مسألة الدور الاجتماعي للمؤرخ في حرصه على تحصين المكتسب المنهجي والتلويح بتقنيات الانفتاح على المسالك المعرفية الموازية.
بالفعل هي رسالة تحتمل قراءات وتأويلات عديدة، لكن الفائدة تبقى هي خوض معارك فكرية بالوكالة في سبيل تحصيل إشعاع مؤسساتي ومعرفي يدخل ضمن المواجهات الناظمة لخطة الطريق المسطرة بتبصر وموضوعية من طرف القائمين على ترويج المنتوج الجامعي كبضاعة مطلوبة لدى المتخصصين والعامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى