عين على الصحافة

بعد استفادتها من نفس الامتياز سنة 2019..الجزائر توظف إعلامها للطعن في نجاح “كان المغرب2025”.

تزامنًا مع احتضان المغرب لأفضل نسخة من نهائيات كأس أمم إفريقيا حسب العديد من المتتبعين، دخلت بعض وسائل الإعلام الجزائرية، خصوصًا تلك المحسوبة على دوائر القرار، في موجة جديدة من “السريح” الإعلامي، في محاولة لجرّ الرأي العام نحو فرضية المؤامرة و الكولسة بهدف الطعن في مصداقية البطولة، عبر الترويج لمعطيات غير صحيحة تزعم أن المنتخب الجزائري يتعرض لاستهداف يروم إقصائه من المنافسة.
هذه المنابر المعروفة بولائها التام لنظام الكابرانات، تدّعي اليوم أن المنتخب الجزائري، رغم تصدره مجموعته، هو الوحيد الذي سيواجه منتخبًا احتل المركز الثاني في دور ثمن النهائي، في حين أن متصدري المجموعات الأربعة الأولى سيواجهون منتخبات جاءت في المركز الثالث، محاولة بذلك تصوير الأمر على أنه تلاعب مقصود ضد الجزائر. غير أن هذه الرواية تنهار أمام أبسط قراءة للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
الحقيقة أن مسار البطولة، من مباراة الافتتاح إلى النهائي، تم تحديده بشكل كامل ومسبق من طرف الكاف، وهو نظام معمول به منذ سنوات، وبالضبط منذ 12 أبريل 2019، تاريخ اعتماد الصيغة الجديدة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخبًا. هذا النظام ينص بوضوح على أن متصدري المجموعات الأربع الأولى فقط (A وB وC وD) يواجهون تلقائيا منتخبات احتلت المركز الثالث، في حين أن متصدري المجموعتين الخامسة والسادسة يواجهون منتخبات في المركز الثاني، دون أي استثناء أو اجتهاد ظرفي.
هذا الأمر لم يكن خافيًا أو مفاجئًا، بل تم الحسم فيه نهائيًا خلال قرعة البطولة التي أجريت يوم 27 يناير 2025، حيث تم تحديد موقع كل منتخب في الجدول العام، ورسم مساره المحتمل إلى غاية المباراة النهائية. وجود المنتخب الجزائري في المجموعة الخامسة كان نتيجة مباشرة للقرعة، وبناءً عليه كان مساره معروفًا سلفًا، قبل انطلاق المنافسات وقبل ظهور أي حديث عن مؤامرة أو استهداف.
الأكثر من ذلك، أن هذه القوانين نفسها سبق أن استفاد منها المنتخب الجزائري خلال كأس أمم إفريقيا 2019، حين تصدر مجموعته وواجه في الدور ثمن النهائي منتخب غينيا، الذي كان قد احتل المركز الثالث في مجموعة أخرى، قبل أن يواصل مشواره ويتوج باللقب. وهو ما يجعل الحديث اليوم عن الظلم والمؤامرة انتقائيًا ومجرد توظيف ظرفي لخطاب شعبوي.
هذا المعطى أكده أيضًا الإعلامي الجزائري “محمد لمين بن بشير”، الذي فنّد بنفسه عبر تدوينة صريحة كل ادعاءات الكولسة، مؤكدًا أن القانون واضح وساري المفعول منذ 2019، وأن اختيار المنتخبات ومساراتها تم خلال القرعة الرسمية، ولا علاقة له بأي قرار لاحق أو حسابات خفية.
وعليه، فإن ما يجري لا يعدو أن يكون محاولة استباقية لتبرير أي تعثر محتمل، عبر تصدير وهم المؤامرة بدل الاحتكام إلى الوقائع واللوائح. فالقانون واحد على الجميع، والقرعة علنية، ومسار البطولة معروف سلفًا، أما اللجوء إلى سياسة “السريح” الإعلامي، فسرعان ما يتبدد أمام منطق الأرقام والنصوص الرسمية.
”’اخبارنا””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى