بنكيران يرد على التوفيق ويتشبث بانتقاده لـ “العلمانية” في تجمع انتخابي.
لم تمر سوى ساعات قليلة على الرسالة المفتوحة التي وجهها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتي حملت عتابا على تصريح أدلى به بنكيران في تجمع انتخابي بمدينة أولاد برحيل، حيث انتقد بنكيران خلال التجمع تصريحات سابقة للتوفيق في البرلمان حول موضوع “العلمانية”، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية وحتى المجتمعية.
بنكيران، المعروف بأسلوبه المباشر في الخطابة، لم يتأخر في الرد، ولكن بأسلوب يزاوج بين الاعتذار والتوضيح، حيث استهل كلماته في رسالة حملت توقيعه بالأسف قائلاً: “لقد آسفني تصريحك الموجه لي عبر إحدى الصحف الإلكترونية تلومني فيه على ما صرحت به في أحد مهرجانات الحزب الخطابية”، قبل أن يؤكد أن الهجمات التي يتعرض لها في العادة لا تحرك فيه رغبة الرد، إلا أن موقف التوفيق دفعه إلى توضيح ما جرى.
وأوضح بنكيران أن تصريح التوفيق في البرلمان كان مدعاة استياء بالنسبة له، إلا أنه لم يرد عليه في حينه، مشيرا إلى أن انتقاده لم يكن موجها بشكل شخصي للتوفيق، بل للجهات التي “استغلت تصريحك لتركب عليه وتقرر في أذهان الناس ما لا تقبله أنت ولا أنا”، وأضاف قائلاً: “لو كنت أريد أن أرد عليك لفعلت ذلك في نفس اليوم”.
وشدد بنكيران على أن تصريحه في التجمع الخطابي لم يكن يستهدف به وزير الأوقاف، بل “المستغلين سيئي النوايا الذين يتربصون بالبلد وبمرجعيته وبثوابته الدوائر”، حيث ورغم تأكيده على تمسكه بما قاله، عبّر عن أسفه إن كان كلامه قد تسبب في أي إساءة شخصية للتوفيق، قائلاً: “إن كنت قد شعرت بأي إساءة، فأنا أعتذر لك علانية ومباشرة”.
الرسالة، التي حملت طابعا شخصيا ومباشرا، لم تخل من التذكير بالعلاقة المهنية والإنسانية التي جمعت الرجلين، حيث قال بنكيران: “أظن أنك تعرفني كما أعرفك، أو ربما أكثر، وخصوصاً أنه فوق الصداقة والمعرفة السابقة اشتغلنا جنباً إلى جنب على مدى خمس سنوات طوال”، قبل أن يدعوا التوفيق إلى تأجيل النقاش حول العلاقة بين المرجعيتين الإسلامية والعلمانية إلى وقت آخر، قائلاً: “أما الحوار بين ما هو إسلامي في دولتنا وما يمكن أن ننعته بأنه من خلفية علمانية فموضعه وقت آخر وظرف آخر نرجو أن يجود الزمان به”.
واختتم بنكيران رسالته بدعوة إلى الصفح والتسامح، قائلاً: “وبقي فقط أن أشير إلى أنني إن لم أكن اتصلت بك فأنت كذلك لم تتصل بي، وسامحنا الله جميعاً”.