تمازيغت

تارودانت: المحكمة الابتدائية تحتفل بالسنة الأمازيغية 2974 في بادرة فريدة ومتميزة.

احتفلت المحكمة الابتدائية بتارودانت، عشية الثلاثاء 23 يناير 2024 بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974، تحت شعار: “اللغة الأمازيغية لغة التقاضي”، وذلك ببهو المحكمة بمدينة تارودانت، ويأتي هذا الاحتفال تزامنا مع الأشواط المتقدمة التي قطعتها المملكة المغربية في اطار دستورها الجديد لتفعيل اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ومعتمدة في جميع الإدارات المغربية، وبهاته البادرة تكون المحكمة الابتدائية بتارودانت أول محكمة قضائية تحتفل بالسنة الأمازيغية سيرا على نهجها كسباقة للمبادرات البناءة والهادفة.
حضر هاته الاحتفالية المتميزة رئيس المحكمة الابتدائية بتارودانت الدكتور علي أيت كاغو، ووكيل الملك بها محمد مطار ونوابه، والسادة القضاة نذكر منهم رئيسة قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بتارودانت القاضية الأستاذة ربيعة جندر، والمحامون والمفوضون القضائيين والعدول والنساخ وأطر وموظفو المحكمة وأساتذة وباحثون في اللغة الأمازيغية ومنابر اعلامية.
استهلت فعاليات هذا الحفل بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية ألقاها رئيس المحكمة الابتدائية بتارودانت الدكتور علي أيت كاغو، وشكر الحضور على تلبية الدعوة، وأردف بأن المحكمة الابتدائية بتارودانت تحتفل برأس السنة الأمازيغية 2974 لأول مرة بعد أن أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تعليماته السامية بالاحتفال بالسنة الأمازيغية واعتبارها يوم عطلة رسمية مؤدى عنها، وتوجه بالشكر لجلالة الملك على هذا اليوم وما أهداه للمغاربة من يوم احتفالي، وتابع بأن احتفالية اليوم جاءت تنزيلا لتعليمات جلالته، وأن المملكة المغربية رسمت اللغة الأمازيغية عبر دستور المملكة إلى جانب اللغة  العربية، لما تتميز به اللغة الأمازيغية وباعتبارها رصيدا ورافد من روافد الثقافة المغربية، وتكريسا لهذا الطابع الرسمي وللاحتفال الرسمي وأيضا تكريسا لما تسير عليه محكمة تارودانت من تنزيل فعلي للغة الأمازيغية عبر هذا الصرح القضائي، جاء احتفال اليوم بهذا الشكل الجميل المحتفظ على العادات التقليدية، الجزء الثاني من كلمة رئيس المحكمة جاء باللغة الأمازيغية أكد فيها بأن المحكمة الابتدائية بتارودانت رسمت اللغة الأمازيغية من رئيس المحكمة إلى وكيل الملك وعبر خدمات الموظفين والإجراءات التي تقوم بها المحكمة، وفي الختام توجه بالشكر للأطر الإدارية والقضائية بالمحكمة وشركائها على مساهمتهم في تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية بهذا الصرح القضائي، ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل البهيج الذي سيكون بشكل أرقى في النسخة المقبلة.
تلته كلمة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتارودانت محمد مطار التي رحب فيها بالحضور، وأوضح بأن المغرب يزخر بمكونات ثقافية وجغرافية وتاريخية ساهمت في وجود لغات ولهجات تعكس هوية المتكلمين بها والمتواصلين بها، ومن بينها اللغة الأمازيغية العريقة التي لا ينكر أحد أهميتها وكونها مكون أساسي في الهوية المغربية، وبالنسبة لمدينة تارودانت العريقة والتاريخية نسبة من ساكنتها تتكلم اللغة الأمازيغية، ولم يثبت وجود أي تنافر أو تعصب بين الناطقين بهذه اللغة وغير الناطقين بها، فالكل أبناء هذا البلد الحبيب ويشتركون في هوية وجنسية واحدة مهما تعددت الألسن والثقافات، وهي الهوية المغربية، وتمنى للجميع سنة أمازيغية سعيدة 2974 وأن تدوم لهم الأفراح والمسرات، كما توجه بالشكر لمنظمي الحفل وعلى رأسهم رئيس المحكمة الابتدائية الأستاذ علي أيت كاغو صاحب المبادرات الفعالة وحفل اليوم من ابداعاته وابتكاراته، والسادة القضاة والسادة الموظفين.
بعد الفقرة الافتتاحية، انطلقت الفقرة العلمية بالعرض الأول الذي قدمه الدكتور الحبيب أيت بناصر عضو المجلس العلمي المحلي لتارودانت وعدل بنفس الدائرة وباحث في الوثائق العدلية والتاريخية في موضوع: “الأمازيغية وحضورها في التقاضي والتحكيم في منطقة سوس”، ثم العرض الثاني الذي قدمه خالد ألعيوض دكتور متخصص في الهجرة والتنمية، باحث وخبير في التنمية وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة سوس ماسة، والذي عبر عن سعادته لتقديم محاضرة لأول مرة في حياته داخل المحكمة وهي سابقة فالمحكمة جزء من الإدارة المغربية، وهذا شيء جميل، ونوه بمجهودات رئيس المحكمة الحاج علي أيت كاغو وما قام به في محكمة تارودانت، أولا اشتغل على الذاكرة  وعلى المتحف، وتابع بأنه اليوم يستطيع القول بكل افتخار بأن متحف الذاكرة القضائية لتارودانت الذي افتتح سنة 2021 ويضم 145 وثيقة عبارة عن صور ووثائق تاريخية ومخطوطات وبعض الأدوات المستعملة.. هو الأول  من نوعه على المستوى الوطني، وهذا شيء يحسب لهذه المدينة العتيدة تارودانت أم المدن، وليس غريبا أن تنبع هذه المبادرات من هذا البلد الآمن، النقطة الثانية الأنشطة التي تقام في قلب المحكمة  والتي يمكن أن تنظم خارجها، ولكن قوتها تكمن في تنظيمها داخل المحكمة مع كل جسد التقاضي من محامين ووكيل الملك والموظفين وباقي الضيوف، كما نوه بعرض الدكتور أيت بوناصر واعتبره بحثا قيما حول التقاضي بالأمازيغية، وتارودانت تسجل السبق في أن التقاضي أصبح متاحا بالأمازيغية، وأضاف بأن احتفال هذه السنة له طعم خاص لأن التنزيل أخذ مجراه وترسيم يوم الاحتفال كعطلة أصبح واقعا، فلا غرابة أن احتفال المحكمة بالسنة الأمازيغية له طعم خاص، ثم ألقى عرضا في موضوع: “أيض إيناير: الأبعاد والدلالات” تطرق فيه أيضا لأسباب الاحتفال به و علاقة الجميع به داخل المجتمع.
واختتم الحفل الذي أبدع الأستاذ لحسن نضام في تقديمه بكلمة لرئيس المحكمة الابتدائية بتارودانت شكر فيها الحضور ودعاهم لتناول أكلة تاكلا التقليدية التي حضرت وزينت وفق عادات وتقاليد المنطقة، والتقت صورة جماعية بالمناسبة تخليدا للذكرى.
الحفل مر في ظروف جيدة وفي نظام تام، وقد أعرب جل المتدخلين والحاضرين عن تميزه ونجاحه وانفراد محكمة تارودانت بهاته المبادرة الجميلة على صعيد المملكة، في حين عبر آخرون عن فرحهم بالحضور والمشاركة فيه بارتداء اللباس الأمازيغي.
متابعة: فاطمة بوريسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى