تال ابيب تفتح سفارة في زامبيا،و”جدعون ساعر”:”افتتاح السفارة بزامبيا، جزء من تحرك واسع النطاق لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية”.

أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي “جدعون ساعر” افتتاح سفارة إسرائيلية في زامبيا.
وجاء في الإعلان أن “زامبيا صديقة لإسرائيل، وأن افتتاح السفارة سيحسن العلاقات بين البلدين”.
واشار الى ان افتتاح السفارة هو “جزء من تحرك واسع النطاق لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية – وهو أحد الأهداف الإستراتيجية التي حددها وزير الخارجية الاسرائيلي لعام 2025”.
ومـن بيـن دول القـارة الإفريقية البالـغ عددها 54 دولة، تمتلك إسـرائيل علاقات دبلوماسـية مـع اكثر من 40 منهـا.
وتعتقــد المحافــل الإســرائيلية أن تطوير العلاقات الديبلوماسية مــع الدول الإفريقــية، ســيحقق لهـا مكاسـب إسـتراتيجية واقتصاديـة وأمنيـة، قـد لا تقـل فـي أهميتهـا عمـاْ حققتــه مــن تطوير العلاقات مع مــع دول الخليــج العربــي، إن لــم تكــن أكثــر، فــي ظــل مــا تتمتــع بــه بعض الــدول الافرقيقة مــن أهميــة إســتراتيجية علــى المــدى البعيــد، ويزعــم الإسـرائيليون أن لديهـا عوامـل أخـرى لتطوير العلاقات مع الدول الافريقية كالحاجـة لتطويـر الحالـة الزراعيـة والتكنولوجية والاقتصادية والطبية.
الى دلك تواصــل إســرائيل، منــذ ســنوات، مــد أذرعهــا السياســية والاقتصاديــة والعسـكرية والأمنيـة فـي الدول الإفريقـية؛ مـن خـلال الاسـتعانة بـأدوار المــال والاقتصــاد لتحقيــق هــذا الاختــراق، ومــا يحققــه مــن حصــاد عســكري واســتخباري، ومحاولــة الحصــول علــى موطــئ قــدم وســط التنافــس العالمي على القارة، خاصة منها منطقتي، شرق القارة او ما يسمى في الادبيات الديبلوماسية بالقرن  الإفريقي، وسشمالها او ما يسمى دول شمال افريقيا/ الاتحاد المغاربي ودول جنوب الصحراء.وسبق ان كشف خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور القارة الأفريقية عام 2016 منذ 5 عقود،شملت زياراته في شرق أفريقيا كينيا وإثيوبيا وأوغندا، وسبقه بأعوام وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي زار البلدان الـ3 عام 2009، الى جانب اعتباره  أول زعيم غير أفريقي يشارك في قمة ايكواس) في اجتماع قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “ايكواس” في يونيو 2017، عن اهتمام تل أبيب المتزايد ببناء جسور متعددة مع أفريقيا، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى المؤسسات الجماعية.
كما دعاء يوتام جيدرون مؤلف كتاب “إسرائيل في أفريقيا” صناع القرار الإسرائيليين إلى القيام بحملة دبلوماسية عالمية وجعل أفريقيا إحدى وجهاتها الرئيسية،.
ويبقى مسعى الحصول على عضوية المراقب في الاتحاد الأفريقي ضمن الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية الاساسية من العلاقة مع القارة السمراء، باعتبار دلك مدخلا للتأثير على الكتلة التصويتية لدول القارة، والتي تمثل 54 مقعدا من أصل 193 على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، و3 مقاعد من أصل 15 على مستوى مجلس الأمن، و14 مقعدا من أصل 54 على مستوى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، و13 مقعدا من أصل 47 على مستوى مجلس حقوق الإنسان.
الى ذلك تتحـدث التقديـرات الإسـرائيلية الامريكية المشتركة عـن أن عـدد سـكان القـارة الإفريقيـة سـيرتفع
من 2,5 مليار نسمة بحلول عام 2050 وسيعيش فيها ربع سكان العالم، وبحاجة لاستثمارات بقيمة 130٠-170 مليار دولار في مشاريع البنــى التحتيــة، ممــا يســتدعي مــن إســرائيل ومعها امريكا أن يجلــبوا معهــم قــدرات عاليــة المســتوى فــي مجــالات الزراعــة والميــاه، بجانــب مجــالات الاتصــالات والقطــاع
الرقمــي، بمــا فــي ذلــك الســيبرانية والاتصــالات الخلويــة والتكنولوجيــا الماليــة والحوكمة، وهي مسـائل عليها طلب كبير في إفريقيا.
وهــي تطمــع أن يكــون لتوجههــا الاقتصــادي نحــو هــذه القارة آثـار وتبعـات علـى اندماجها في محيطها الاقليمي والعالمي ونمـو اقتصادهـا، وزيـادة فـرص العمـل فيـه، مـع أن ميــزان القــوى الإســرائيلي الإفريقــي يصــل إلــى مليــار دولار ســنوياً، وفقــا لمــا ذكرتــه ياعيــل تســادوك نائبــة رئيــس شــعبة الاقتصــاد بــوزارة الخارجيــة الإسرائيلية في حديث اعلامي سابق.
وفي معاينة للمشـاريع الإسـرائيلية فـي الدول الافريقية التي لها معها علاقات، تظهـر مجـالات الزراعـة والميـاه، والاتصـالات والعالـم الرقمـي، وباقـي البوابـات الاقتصاديــة بالاضافة الى تطوير القدرات العسكرية.
وقــد تحولــت إســرائيل إلــى واحــدة مــن الـدول العشـر الأولـى عالمياً ببيع السـلاح لإفريقيـا بقيمـة تفوق 163 مليون دولار، بنسـبة ٪2,5 من إجمالــي صادراتهــا العســكرية للعالــم، كمــا تجــري إســرائيل اتصــالات مــع الــدول الغربيــة لتسويق الأنظمة الإفريقية المتعاونة معها،وتشــمل الــدورات التدريبيــة العســكرية الإســرائيلية للجيــوش الإفريقيــة محاضــرات صفيــة، ونمــاذج وأمثلــة عمليــة، وعــرض أفــلام وثائقيــة، ومنــاورات علــى الأرض، واســتخدام تكتيـكات وحـدات الكومانـدوز، والدفـاع عـن المطـارات المدنيـة وحمايتهـا، وعمليـات البحـث والإنقاذ، وخوض حروب العصابات غير المتناظرة الى جانب استخدام طائرات بدون طيار والمناظر عالية الدقة والاستكشاف….
وهكدا يتـنوع الاسـتثمار والتصديـر الإسـرائيلي فـي الـدول الإفريقيـة عمومـاً، فـي ظـل الإسـتراتيجية القائمة لتعزيز الدور الإسـرائيلي في القارة الإفريقية.
وخلاصة القول ان علاقات “إسرائيل” بمحيطها الافريقي والعربي تشهد تقدم غير مسبوق، انتقل بعلاقتهما من علاقة التوثر والتوجس،ثم علاقة التطبيع والعلاقات السرية، إلى “التحالف” والعلاقات الاقتصادية والأمنية ذات الطابع الإستراتيجي، وقد يفتح هذا المجال لـ”إسرائيل” كي تمارس دورا إقليميا محوريا ضدا على طموحات ايران وتركيا…وحتى بعض الدول العربية كمصر والسعودية…يستند إلى طبيعة الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة والغرب عامة، والذي يضمن لها تفوقا عسكريا في المنطقة، بالإضافة إلى تفوقها التكنولوجي وخبراتها الأمنية التي تأمل بعض دول المنطقة الاستفادة منها.
“””محمد امنون “””