تقرير أمني يتحدث عن خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر لإحياء خطاب “العدو الخارجي”.

كشف تقرير نٌشر على موقع متخصص في القضايا الأمنية لمنطقة الساحل، عن تسريبات منسوبة إلى دوائر أمنية جزائرية، تتحدث عن خطة غير مسبوقة يُعتقد أن القيادة العسكرية العليا تدرس تنفيذها، تقوم على تصفية ممثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، عبر عملية عسكرية نوعية باستخدام طائرة مسيّرة مسلّحة.
وزعم موقع “ساحل انتلجنس” أن اختيار هذا الأسلوب لم يكن اعتباطيا، بل يهدف إلى إيهام الرأي العام الجزائري بأن العملية نفذتها جهة خارجية، وعلى رأسها إسرائيل، بما يتيح للسلطات الجزائرية استثمار الحدث سياسيا وإعلاميا على نطاق واسع.
وأضاف المصدر ذاته إلى أن حمدان كان قد أثار الانتباه مؤخرا بعدما أشاد علنا بـ”المواقف الثابتة والشجاعة” التي عبّر عنها الرئيس عبد المجيد تبون دعما للقضية الفلسطينية، ما جعله في واجهة الاهتمام الإعلامي والسياسي بالجزائر، غير أن التسريب يتحدث عن رغبة الدوائر النافذة في تحويله إلى “ضحية مثالية” ضمن سيناريو مُعدّ سلفا.
واعتبر موقع “ساحل انتلجنس” أن الخطة المفترضة تقوم على تنفيذ العملية بواسطة درون هجومية، مع الحرص على إظهارها كضربة أجنبية، في محاولة لبناء رواية رسمية تُحمّل المسؤولية لقوة خارجية معادية، وبهذا الشكل، يسعى النظام – وفق المصدر – إلى خلق صدمة مدروسة تقود إلى تعبئة داخلية خلف شعار “مواجهة التدخل الأجنبي”، وهو ما من شأنه إضعاف الأصوات المعارضة وتذويب الخلافات التي تعصف بالمشهد الداخلي.
وأردف المصدر ذاته، أن هذه التسريبات تأتي في سياق بالغ الحساسية بالنسبة للجزائر، التي تعيش على وقع أزمة اقتصادية خانقة وتنامي موجات احتجاج اجتماعي، إضافة إلى تصدعات واضحة داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية نفسها، وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن خيار “العدو الخارجي” يُطرح كوسيلة لإعادة توجيه النقاش الداخلي بعيدا عن ملفات الفساد والتسيير الاقتصادي والتوترات الاجتماعية.
وأشار التقرير إلى أن أي عملية من هذا النوع، إن كُتبت لها التنفيذ، ستُوظّف بقدر كبير من الدعاية السياسية والإعلامية لإضفاء مشروعية على خطاب السلطة بضرورة “الوحدة الوطنية” في مواجهة تهديدات أجنبية، ولو كان هذا التهديد مفتعلا.
“””الصحيفة – إسماعيل بويعقوبي”””