جيش الاسرائيلي يقرّ خطط هجوم على حزب الله..وواشنطن تحذر من حرب أوسع.
أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، عن إقراره خططاً عملياتية لشنّ هجوم في لبنان، وسط تصاعد المواجهات بين الاحتلال وحزب الله الايراني بلبنان. وأضاف الجيش الاسرائيلي في بيان نقلته “رويترز”، أنه “في إطار تقييم الوضع، جرت الموافقة على خطط عملياتية لشن هجوم في لبنان والتصديق عليها، واتخذت قرارات حيال مواصلة زيادة جاهزية القوات في الميدان”.
ويتزامن هذا الإعلان مع الجولة التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار، عاموس هوكشتاين، في المنطقة. إذ التقى مساء الثلاثاء 18 يونيو 2024 رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من زيارة قادته إلى لبنان.
فمن بيروت، حذر هوكشتاين، ظهر الثلاثاء، من أن “الوضع بين لبنان وإسرائيل يمرّ بأوقات صعبة ونريد حلولاً حاسمة”، وذلك ضمن جولة لقاءات جمعته برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون. وأدلى هوكشتاين بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال بتصريحٍ مقتضبٍ وزّعه المكتب الإعلامي لميقاتي، وقال فيه: “كالعادة أجريت مناقشات جيّدة مع رئيس الوزراء. نحن نمرّ بأوقاتٍ خطيرة ولحظاتٍ حرجة ونحن نعمل معاً لنحاول أن نجد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مساء الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لا تريد حرباً إقليمية أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط في ذلك الوقت. وتعليقاً على إقرار الجيش الاسرائيلي خطط هجوم في لبنان ضد حزب الله، قال الميجر جنرال باتريك رايدر: “لن أخوض في افتراضات وأتكهن بما قد يحدث بخلاف القول إنه لا أحد يريد رؤية حرب إقليمية أوسع نطاقاً”.
وبالتزامن مع زيارة هوكشتاين إلى بيروت، نشر حزب الله، مقطع فيديو من الأراضي الفلسطينية، تحت عنوان “هذا ما رجع به الهدهد”، صورته طائرات مسيرة تابعة له، دون أن يرصدها الجيش الإسرائيلي. وأظهر الفيديو صوراً لمواقع استراتيجية حسّاسة من منطقة ميناء حيفا، إلى مصافي النفط، ومنصّات القبة الحديدية، ومجمّعات المصانع العسكرية، فخزانات المواد الكيميائية، وغيرها من النقاط الأساسية.
وقالت أوساط حزب الله في معرض تعليقها على الفيديو إنّ “الردع يظهر بأقوى مشاهده، وحزب الله ليس على الحدود فقط”، وذلك بمعنى أنّه قادر على الوصول إلى أهداف ومواقع إسرائيلية استراتيجية في حال التصعيد العسكري. فيما قال مصدرٌ نيابيٌّ في حزب الله لـ”بعض وسائل الاعلام “، إنّ “هذا الفيديو سيُستكمل بمجموعة مقاطع مصوّرة تظهر ما يملكه حزب الله من معلومات، ومواقع، وأهداف يمكن الوصول إليها واستهدافها إن قرّر الإسرائيلي ارتكاب أيّ حماقة وشنّ حرباً على لبنان”.
من جهته، توعد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، بـ”القضاء على حزب الله الارهابي”، في حال اندلاع حرب شاملة، مع استمرار التصعيد وتبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأسابيع القليلة الماضية. وقال كاتس، بحسب بيان صادر عن مكتبه: “نحن قريبون جداً من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة، سيجري القضاء على حزب الله، وسيُضرب لبنان بشدة”.
وتشهد المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي تصعيداً في الآونة الأخيرة، بعد اغتيال الاحتلال ثلاثة مقاتلين من حزب الله الارهابي، بالإضافة إلى القيادي البارز طالب سامي عبد الله (الحاج أبو طالب). واكد الجيش الإسرائيلي أن الرجل، وهو قائد وحدة نصر في ميليشيات حزب الله، وأحد كبار قادة الحزب في جنوب لبنان، خطّط ونفذ لسنوات هجماتٍ عديدة على المدنيين الإسرائيليين.