دولية

خبراء: “يوم الريف” دليل عزلة وإفلاس سياسي للنظام العسكري الجزائري.

تناول التلفزيون الجزائري الرسمي وعدد من المنابر الاعلامية الجزائرية، بشكل مستفيض، وفي تغطية اعلامية خاصة، ما سمي بـ “يوم الريف”، بعدما عمدت السلطات الجزائزية، إلى تجميع عدد من الاشخاص ذوي السوابق القضائية في المملكة، والفارين للخارج، لأجل تنظيم لقاء يدعو إلى “استقلال الريف” في إطار ما تسميه “جمهورية الريف”.
ويأتي هذا الحدث الهزلي كما وصفه مراقبون، بعدما باتت أسطوانة تقرير مصير “الصحراء الغربية” مشروخة وتأفل شمسها، ليغطي الظلام مجددا الحاكمين في الجزائر، وتتفتق عبقريتهم هذه المرة في محاولة يائسة لافتعال مشكل جديد للمغرب، وعرقلة طموحاته الاقتصادية والسياسية والتنموية المشروعة وهو المقبل على محطات قارية وعالمية كبرى رياضيا وسياسيا واقتصاديا.
شقير:  الخطوة مؤشر على العزلة السياسية للجزائر
في هذا السياق يرى الخبير والمحلل الاستراتيجي الدكتور محمد شقير أنه في الوقت التي تم فيه مؤخرا افتتاح ملعب الحسيمة، والذي أجريت فيه مقابلة فريقي جزر القمر ومدغشر، تصر فيه السلطات الجزائرية على المزيد من الاستفزاز السياسي للمغرب من خلال تنظيم ما سمي “بيوم الريف ” الذي ألقى فيه من وصف نفسه ب “رئيس الحزب القومي بالريف” كلمة شدد فيه على ضرورة تحرير ما وصفه باخر مستعمرتين بافريقيا تتمثل في “جمهوريتي الريف والصحراء” الوهميتين.
واعتبر شقير في تصريحات اعلامية أن هذا الاصرار الجزائري على تحريك هذه الورقة الانفصالية يأتي في سياق العزلة الدبلوماسية التي يعاني منها هذا النظام، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء والهزيمة الدبلوماسية التي منيت بها الجزائر بمجلس الأمن أخيرا، والتي اضطر فيها مندوب الجزائر إلى الانسحاب ومغادرة القاعة كعضو غير دايم للمجلس.
كما تأتي هذه الحركة، يضيف شقير، كرد فعل يائس عن ظرفية تميزت بعودة ترامب إلى سدة الحكم بالولايات المتحدة والتي تتخوف السلطات الجزائرية من أن يكمل هذا الرئيس ما بدأه في نهاية ولايته الأولى بالاعتراف بمغربية الصحراء ليقوم بفتح قنصلية أمريكية بالداخلة وتشجيع الاستثمار آت الأمريكية بالاقاليم الصحراوية.
وأضاف الخبير الاستراتيجي أن هذه الخطوة تتزامن مع زيارة خاصة للرئيس الصيني للمغرب في إشارة سياسية لتنعيم الاستثمارات الصينية بالمملكة وإمكانية فتح الصين لقنصلية بالعيون او الداخلة، مشيرا إلى أن ذلك جعل الجزائر تستشعر قربا لطي ملف الصحراء، ما يدفع بها إلى تحريك الورقة الريفية، ليس فقط للرد على أي إمكانية للمغرب لدعم حركة القبايل، بل أيضا لمقايضة أي مطالبة للمغرب بإعادة فتح ملف الصحراء الشرقية، خاصة بعدما الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وإمكانية تزويد فرنسا للمملكة بالوثائق المتعلقة بخبايا هذا الملف يقول شقير.
وختم المتحدث بالقول أن اشارة وزير الخارجية المغربي مؤخرا إلى إمكانية إشعال الجزائر لحرب في المنطقة يبقى واردا في خطوة يائسة من طرف النظام الجزائري للتغطية على أزمته الداخلية وفشله المتواصل في ملف الصحراء الذي كلف ميزانية الجزاءر مبالغ ضخمة طيلة حوالي نصف قرن.
رشيد لزرق: خطوة الجزائر دليل افلاس سياسي.
في نفس السياق اعتبر رشيد لزرق، أستاذ القانون العام بجامعة إبن طفيل بالقنيطرة، أن أهداف الجزائر تندرج في إطار إفلاس سياسي وغياب أفق استراتيجي، عبر الانخراط في إطار سياستها الإقليمية الهادفة إلى إضعاف المغرب وخلق توترات داخل أراضيه.
وأضاف الاستاذ الجامعي في تصريحات منقولة عنه أن الجزائر تحاول استغلال قضية الريف لممارسة الضغط على المملكة المغربية، وإثارة النعرات الانفصالية، خاصة في ظل التوتر المستمر بين الدولتين حول قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أنها أوشكت على أن تحسم لصالح المغرب.
و خلص المحلل السياسي إلى أن هذه الخطوة تأتي كذلك في سياق محاولة من الجزائر لتشتيت جهود المغرب وموارده عبر فتح جبهات داخلية جديدة، وكسب أوراق ضغط إضافية في صراعها الإقليمي مع المغرب، ما يعكس أن هذا التحرك هو نمط متكرر في السياسة الجزائرية تجاه جارتها المغرب، حيث تسعى لاستغلال أي قضايا داخلية مغربية لتحقيق مكاسب سياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى