رئيس مجلس السيادة السوداني يرفض المشاركة في محادثات جنيف،ويقول:”مستعدون لمواصلة الحرب “مئة عام”.
في ظل الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 16 شهراً، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، رفضه القاطع للمشاركة في المحادثات التي جرت في جنيف برعاية أمريكية، والتي كانت تهدف إلى إيجاد حل لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”. وأكد البرهان في مؤتمر صحفي عقده في مدينة بورتسودان أنه “لن يذهب إلى جنيف وليس لنا علاقة بها”، مشدداً على أن الجيش سيواصل القتال “مئة عام” إذا لزم الأمر.
وأوضح البرهان أن السبب الرئيسي وراء رفض الجيش المشاركة في المحادثات كان بسبب “رغبة أمريكية بأن نرسل وفداً من الجيش وليس من الحكومة”. وأشار إلى أن الجيش يعمل حالياً على تشكيل حكومة مرحلية لقيادة الفترة الانتقالية.
تصاعدت المعارك بين الجيش السوداني، بقيادة البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو منذ أبريل 2023، مما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين من السودانيين. ورغم الضغوط الدولية والدعوات الأممية لإنهاء الحرب، لا يزال البرهان مصراً على استمرار العمليات العسكرية ولو على حساب امن واستقرار الشعب السوداني، مؤكداً على رفض توسيع “منبر جدة” التفاوضي أو فتح موضوعات جديدة مع قوات “الدعم السريع”.
وفي ظل هذا الصراع المتفاقم، يعتمد البرهان على تكتيكه المفضل الذي يطلق عليه “الحفر بالإبرة”، أو سياسة النفس الطويل…للقضاء على كل منافسيه السياسيين من القوى المدنية(تحالف أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير)،والعسكريين من قوات الدعم السريع، مهما كان الثمن عبر احتكار والاستحواد على السلطة بعد الانقلاب على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر 2021، حيث اصبح يدير السودان بالقوة العسكرية القهرية رفقة (3) ضباط آخرين؛ هم: نائبه شمس الدين الكباشي، ومساعداه ياسر العطا وإبراهيم جابر، مع دعم سياسي كبير من جماعة الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية السودانية وحزبهما (المؤتمر الوطني).