كتاب وآراء

زين العابدين الوالي: الإبقاء على ملف الصحراء في اللجنة الرابعة يخدم أجندات سياسية ضد المغرب.

لم‭ ‬يعد‭ ‬مقبولاً‭ ‬استمرار‭ ‬إدارة‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬لتصفية‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬قانونية‭ ‬وسياسية‭ ‬مدعومة‭ ‬بمواثيق‭ ‬دولية‭. ‬
أولاً،‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬ليست‭ ‬تصفية‭ ‬استعمار‭ ‬بالمعنى‭ ‬التقليدي‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬فالمغرب‭ ‬استعاد‭ ‬سيادته‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬مثل‭ ‬اتفاقية‭ ‬مدريد‭ ‬1975،‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني‭ ‬بطرق‭ ‬قانونية‭.‬
ثانياً،‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬منذ‭ ‬1988‭ ‬كقضية‭ ‬سياسية،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬قراراته،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القرار‭ ‬2602 (2021)،‬الذي‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬واقعي‭ ‬ومقبول‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭. ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬الاستعمار‭ ‬التقليدية‭.‬
وأخيراً،‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الملف‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬يشكل‭ ‬ازدواجية‭ ‬قانونية،‭ ‬تعرقل‭ ‬جهود‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وتخدم‭ ‬أجندات‭ ‬سياسية‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬لهذا،‭ ‬يجب‭ ‬دعم‭ ‬نقل‭ ‬الملف‭ ‬بالكامل‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬باعتباره‭ ‬الجهة‭ ‬الحصرية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬نهائي،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التناقض‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬مناقشة‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة،‭ ‬فإن‭ ‬الزخم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬المغرب‭ ‬يعزز‭ ‬شرعية‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كحل‭ ‬واقعي‭ ‬ودائم‭. ‬منذ‭ ‬طرحه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬حظي‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬بدعم‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مؤثرة‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‭ ‬«الجاد‭ ‬والواقعي»،‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬قنصلية‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬وعربية‭ ‬وأمريكية‭ ‬لاتينية‭ ‬يعكس‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتزايد‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬إدارة‭ ‬الملف‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬تجاوزًا‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭.‬
زين العابدين الوالي/ رئيس المنتدى الأفريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى