
صحيفة إسرائيلية: المغرب يفعّل “قبة الصحراء الحديدية” ويغيّر موازين القوة في شمال إفريقيا مقابل انكفاء جزائري نحو الماضي
أفادت معطيات نشرتها صحيفة The Times of Israel أن المغرب دخل مرحلة متقدمة في تحديث منظومته الدفاعية، بعدما شرع بشكل رسمي في تشغيل نظام دفاع جوي إسرائيلي متطور يعرف باسم Barak MX، ليصبح بذلك أول بلد في شمال إفريقيا يتوفر على قدرة اعتراض فعالة ضد الصواريخ والطائرات المسيرة ضمن نطاق يصل إلى 150 كيلومترا.
ووفق التقرير ذاته، فإن إدماج هذا النظام في البنية العسكرية المغربية يعد تطورا نوعيا يحمل أبعادا استراتيجية واضحة، خاصة في سياق إقليمي يتسم بتصاعد المخاطر الأمنية في مناطق الصحراء والساحل، وما يرافقها من تهديدات غير تقليدية.
وفي قراءة تحليلية للتطور الجديد، أوضح الخبير الأمني أمين أيوب أن هذه الخطوة تشكل تحولا مهما في معادلة الردع، إذ تمنح المغرب مظلة دفاعية متقدمة قادرة على مواجهة أخطار محتملة مصدرها جماعات مسلحة، من ضمنها جبهة البوليساريو، معتبرا أن الأمر لا يتعلق فقط باقتناء منظومة جاهزة بل ببناء قدرة دفاعية متكاملة.
وأشار أيوب إلى أن التعاون المغربي الإسرائيلي تجاوز حدود الاستيراد، ليشمل التصنيع المحلي، بعد إطلاق مصنع متخصص في الطائرات بدون طيار بمنطقة بنسليمان، تشرف عليه شركة إسرائيلية، وهو أول مشروع من نوعه في شمال إفريقيا، مخصص لإنتاج طائرات هجومية مسيرة بمدى متوسط.
ويرى المتحدث أن هذا التوجه يعكس انتقال المغرب نحو ترسيخ صناعة دفاعية ذات طابع سيادي، تقوم على نقل الخبرة وإشراك الكفاءات الوطنية في سلاسل الإنتاج، مبرزا أن هذا المسار يترجم على أرض الواقع مضامين التعاون الأمني والتكنولوجي الذي أفرزته الاتفاقيات الإبراهيمية.
وفي هذا الإطار، خلص التحليل إلى أن تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة يعزز موقعها كفاعل محوري في الأمن الإقليمي، وشريك استراتيجي للولايات المتحدة، مع دور متزايد في حماية الاستقرار بشمال إفريقيا والواجهة الاطلسية، في ظل بيئة إقليمية تتسم بتعقيدات متنامية وتحديات متسارعة.



