كتاب وآراء

طيف المرحوم عبد الوهاب بلفقيه يحوم وبقوة فوق المؤتمر الوطني الخامس للبام.

على عكس ما كان يتمناه البعض…وما كان يضنه…طيف المرحوم عبد الوهاب بلفقيه يحوم بقوة في كل اروقة المؤتمر الوطني الخامس لحزب الاصالة والمعاصرة المنعقد ببوزنيقة، كما هو الحال في كل الانشطة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية بجهة كلميم واد تون، رغم مرور ما يقارب الثلاث سنوات عن رحيله المفجع.
لماذا تجاهلتم ذكر ملف شهيد الغدر عبد الوهاب بلفقيه؟؟
لماذا سحب منه وهبي التزكية؟؟
ماقيمة اصواتنا في الجهة ادا كان المركز او قيادات التحالف الثلاثي هو من سيحدد تشكيل مجالس الجماعات الترابية المحلية؟؟ وما قيمة اختيارات المواطنين ونتائج الصناديق اصلا والحال هذا؟؟
اسئلة واخرى مباشرة وغير مباشرة صدحت وملاء صداها قاعة مؤتمر الباميون والباميات ومن اتاهم ضيفا، لتتحول الاسئلة بعد ان عجز او تجاهل المعنين عن الجواب عنها رغم كل المساحيق والمناورات اللسانية،الى اسئلة من نوع اخر في الحديث بين المؤتمرين وحتى بعض الضيوف…
– ماذا أراد “الغدارون” بجهة كلميم واد نون بعد أزاحة صوت المرحوم؟.
يسألون،ولا ينتظرون الجواب هذه المرة..ذلك لأن الجواب صار معروفا، يعرفه شرفاء الوطن،ويعرفه التاريخ وسيعرفه أوضح فأوضح،كلما طافتْ بجهة كلميم واد نون والاقاليم الصحراوية مواكبُ ذكرى الرجال المجاهدين الاوفياء لمقدسات وتوابث الوطن،والمخلصين لشعار الوطن “الله-الوطن-الملك”،صانعي المجد والعزة والكرامة، وكلما اكتنز الصف الكبير وحفلتْ به جنَباتُ الأرض على رحبها …
هل أرادوا أن يُذيبوا صوت المرحوم عبد الوهاب في انفسنا بعد ان أذابَ كبرياءهم وأذلَّ جَبَروتَهم وعنصريتهم…هل أرادوا هذا وحسب؟.
لا،بل أرادوا أمراً غيرَ هذا، وأعظمَ من هذا..بل أرادوا أمريْن اثنيْن في آنٍ واحد:أن “يُذيبوا” صوتَ الراعب الشجاع المقاوم في ضميرهم،أولاً..وأن “يُذيبوا”صوتَ الرجولة والكرم والشهامة في ضمئرنا،ثانياً…
مضتْ ثلاث سنوات تقريبا، رحل المرحوم الشهيد ونال الاصدقاء الاوفياء وغير الاوفياء المناصب…وستمضي عشراتُ السنين والمئات، وبقي وسيبقى طيف عبد الوهاب بلفقيه يُرعبُ ضمائرَ اشباه الرجال، وطيف القضية النبيلة،يجمع الصفوفَ إثر الصفوف حتى تصبحَ الجهة كلُّها صفاً واحداً تهتف بصوتٍ واحد هو صوت “نختلف في اي شيء الا توابث الوطن ومقدساته” ذاتِها الدي رموه بالرصاص ليمحوها محواً،ولكن منذ ذاك، وكل صباحٍ ومساء يأتي بالخبر اليقين:إنه صوت الشهيد حي صادح قوي لانه اكبر من الدات الطيبة والروح اللطيفة لعبد الوهاب بلفقيه…انه صوت القضية التي لا يمكن ان يمحوها من الوجود كلُّ ما في الأرض من غدر وخيانة ومؤامرة وقوة ونفود وسلطة ومال…
نعم هي القضية صانعت النقاش العام في كواليس وعلانية مؤتمر البام الخامس…لكي لا يموت شهيد الغدر أكثر من مرة في أتون سياسة وطنية وجهوية بئيسة تنعدم فيها الأخلاق والتنافس الشريف وأصبح فيها الغدر والخيانة ونكران الجميل شطارة ونباهة وحسن تدبير، وفق تعبير احد اصدقاء الراحل.
نقاش نقلته لنا وسائط التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة،أثناء مناقشة التقرير الأدبي والمالي للحزب، حينما اثار احد المؤتمرين بصوت عالي وشجاع شجاعة ايت بعمران ومن خرج من صلبهم،موضوع دواعي سحب عبد اللطيف وهبي من الراحل عبد الوهاب بلفقيه التزكية للترشح لرئاسة جهة كلميم وادنون سنة 2021.
هندا المحجوب،خاطب فاطمة الزهراء المنصوري،رئيسة المجلس الوطني،قائلا: “تحدثتم عن صدمة الدار البيضاء (في إشارة إلى ملف إسكوبار الصحراء)،ولكن ما (شتيش) الجريمة السياسية التي وقعت في كلميم،ولم تتكلمي عنها”.
وأضاف: “جريمة كبيرة، هزت أركان الحزب، بالتالي، لماذا سُحبت التزكية من المرحوم عبد الوهاب بلفقيه”.
وتابع: “واش الجهات الثلاث بالصحراء(داير معاهوم وهبي شي مصيبة، تيجري على عباد الله فيها)”.
وذكر المتحدث ذاته مع رفع سبابته إلى المنصة أنه قضى في الحزب 15 سنة.
ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة حول الموضوع،حيث قال المستشار الجماعي عن حزب البام بميراللفت، مصطفى اوبركا: “في التقرير الأدبي لم يذكر أي شيء عن سحب التزكية من المرحوم عبد الوهاب بلفقيه، إذن من يتحمل المسؤولية، هل قيادة الحزب أو أطراف أخرى؟”.
مضيفا “عبد الوهاب رجل سياسي ذا كاريزما،وشخصية قل نظيرها على الصعيد الوطني، والإنجاز الذي قام به بجهة كلميم واد نون، ليس سهلا”.
وختاما نقول:
ما كان انتساب المرحوم عبد الوهاب بلفقيه لسيدي الطاهر وللا فاظمة مجرد مخاض وولدة او دفتر حالة مدنية…وما كان الانتماء الهوياتي لايت عبلا/ايت بعمران بصفة خاصة والامازيغ بصفة عامة مجرد رقم وصورة وبيانات شخصية…وما كانت ارض واد نون للراحل مجرد حجارة وتراب وجبال وسهول…وما كان الراحل مجرد اسم أو لقب او كائن انتخابي…
فما يمنح المعنى الحقيقي للهوية هو الانتماء لواد نون،وما يعطي القيمة لأرض واد نون هو كونها جزء غالي من مملكة عظيمة وتاريخية،وما اعلى من قيمة المرحوم عبد الوهاب بلفقيه هو تلك الهوية والأرض وداك النسب الوطني المقاوم الصابر المحتسب..
وعندما تشكل الهوية والأرض وتاريخ النسب قضية للإنسان فحينها يرتقي في إنسانيته حيث يمارسها ليدافع عن قضيته ويبرهن عن إرادته التي تميزه وتعطيه الخصوصية ويتسلسل ارتقاء في مراتب العلياء فيغدو مناضلاً ومقاوماً وربما شهيداً..
لقد رحل عبد الوهاب بلفقيه وقبره شاهد ومعاند يقصده الزوار من كل مكان ترحما واحتراما لصنائعه،وبقي احفاد ابورغال متنكرين صاغرين كأوراق الخريف تذروها الرياح بعد اصفرار الموت…وهي سنة التاريخ الدي يابى ان يذكر اولئك العابثين بما ترفع له القبعة احتراماً وما تنحني الهامات إجلالاً لصنائعه،وإنما ذكرهم على نحو يدعو للخزي والعار وكعبرة للاجيال اللاحقة حينما تقارن بين صورتين متناقضتين،بين وطني صادق،وخائن بغي،بين مخلص ومدمر..
رحم الله شهيد الغدر والخيانة عبد الوهاب بلفقيه.
“”” بقلم : محمد امنون “””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى