على حافة الهاوية: الجزائر تتجه نحو التقسيم…تحليل لسيناريوهات محتملة.
كشفت تقارير إعلامية، أنه في الآونة الأخيرة بدأت التساؤلات حول مستقبل الوحدة الترابية للجزائر تتصاعد، حيث تتردد أصوات تطالب بتقسيم البلاد إلى عدة دول مستقلة.
وبحسب تقرير لـ”ساحل أنتليجنس” فإن هذه المقترحات، وإن كانت لا تزال حبيسة الأوساط الأكاديمية والسياسية، إلا أنها تستحق التوقف عندها وتحليلها بشكل معمق، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والاجتماعية التي تشهدها الجزائر.
ووفقا لعدد من المراقبين الغربيين، فإن التوضيحات التي قدمها الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس الأركان العامة ونائب وزير الدفاع لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أثناء تنصيب اللواء مصطفى الصمايلي (القائد السابق ن.ع.3 بشار) يوم 20 نوفمبر، ويؤكد دوره كقائد جديد للقوات البرية، خلفاً للواء عمار العثامنية، أن الوضع بدأ يتراجع ينزلق داخل المؤسسة العسكرية وفي الجنوب الجزائري في تيمياوين وتمنراست وتينزاواتن.
ويعود طرح فكرة تقسيم الجزائر إلى ثلاثة أقاليم مستقلة إلى تزايد التفاوتات الإقليمية داخل البلاد، وتنامي المطالب الهوياتية، خاصة في منطقة القبائل والصحراء.
وأوضحت الصحيفة المتخصصة في أخبار الساحل، أن التفاوت في توزيع الثروات، والتهميش الذي تشعر به بعض المناطق، فضلاً عن الاختلافات الثقافية، كلها عوامل غذت هذه المطالب.
وقد زادت تصريحات بعض القادة العسكريين الجزائريين من حدة هذه التساؤلات، حيث فُسرت على أنها إشارة إلى وجود انقسامات عميقة داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار البلاد.
وأعربت منطقة القبائل عن تطلعاتها إلى الحكم الذاتي والاعتراف بشكل أقوى باللغة والثقافة البربرية. وتشكل حركة تقرير مصير منطقة القبائل (MAK)، التي تدعو إلى استقلال المنطقة، مثالا على هذه المطالب.
وإلى الجنوب، كانت الصحراء، وهي منطقة شاسعة من الطوارق والأزواد، موضع مطالبات أيضًا،إن الإقليم الصحراوي الغني بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز، لم يكن تاريخيا مندمجا بشكل جيد في النظام السياسي والاقتصادي للجزائر.
أما المناطق الساحلية، كالجزائر العاصمة وغيرها من المدن الكبرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فقد كانت تاريخيا مراكز قوة ونقاط تركيز اقتصادي. وفي بعض الأحيان، تم طرح فكرة الإدارة اللامركزية، حيث يمكن أن تتمتع العاصمة باستقلالية أكبر مقارنة بالمناطق النائية.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن تقسيم الجزائر قد يؤدس إلى تفكك الدولة وتقسيم الثروات، مما سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
وقد تندلع صراعات إقليمية بين الأقاليم الجديدة، خاصة حول الحدود والموارد الطبيعية، كما قد تستغل الجماعات المتطرفة حالة عدم الاستقرار الناتجة عن التقسيم لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
في المقابل، يرى بعض المحللين والقيادات السياسية أن تقسيم الجزائر إلى ثلاث دويلات تتمتع بالحكم الذاتي، أو إنشاء اتحاد فيدرالي، سيكون مهما للوحدة الوطنية.
واليوم، لا تزال مسائل الحكم واللامركزية قائمة، لا سيما مع صعود حركات الهوية كما هو الحال في منطقة القبائل في الجنوب، مع الطوارق والأزواد.
“””بناصا”””