أصبح 6 جزائريين موالين لنظام الكابرانات، على الأقل، رهن الاعتقال لدى السلطات الفرنسية، بسبب نشرهم فيديوهات محرضة على "الإرهاب" و"العنف" ضد مواطنيهم الداعين إلى تنظيم احتجاجات مناوئة لنظام الكابرانات القائم في البلاد، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في إطار حملة "مانيش راضي". وأعلنت سلطات منطقة "أوفيرن رون ألب"، أمس الاثنين، أن 3 "مؤثرين" جزائريين مقامين على ترابها جرى اعتقالهم، ويتعلق الآمر بصوفيا بن لمان، التي اشتهرت بدعم تبون ومهاجمة المغرب وخاصة لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي جرى طردها من الكوت ديفوار بسبب فيديوهات عنصرية العام الماضي، إلى جانب عبد السلام بازوكا، ولاكساس 06. وقالت السلطات الفرنسية إن الموقوفين الذين يقيمون في مدينة ليون وضواحيها، أصبحوا الآن بين أيدي العدالة بسبب نشرهم مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" تحتوي على "دعوات للكراهية أوالعنف"، وفق ما نقلته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية. وقالت فابيان بوشيو، حاكم منطقة "أوفيرن رون ألب" عبر منصة "إكس" إنه "جرى الإبلاغ عن عدة مؤثرين يدعون إلى الكراهية أو العنف في مقاطع فيديو على "تيك توك" لدى السلطات المختصة"، مبرزة أن المؤثرين الثلاثة نشروا مؤخا فيديوهات تدعو لأعمال عنف واعتداءات مؤخرا، وفي أوقات متقاربة. وجرى توثيق فيديو لصوفيا بن لمان تدعو فيه إلى "اغتصاب" سيدة وتشتم الفرنسيين، في حين نشر عبد السلام بازوكا مقطع فيديو باللغة العربية هدد فيه المعارضين للسلطات الجزائرية بـ"الذبح" ووصفهم بـ"الخونة"، أما لاكساس 06 فتحدث عن أن أنصار النظام الجزائري في فرنسا "جنود نائمون"، ومستعدون لـ"الشهادة". وقبل ذلك، أعلنت السلطات الفرنسية أنه جرى اعتقال 3 مؤثرين جزائريين آخرين، بتهم "التحريض على الإرهاب" عبر منصة "تيك توك"، وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية AFP أن الموقوفين يواجهون تهما تتعلق بـ"دعوات للعنف وأعمال إرهابية". وأورد المصدر نفسه أنه جرى اعتقال المؤثرين الجزائريين خلال هذا الأسبوع بتهم تتعلق بالتحريض على الإرهاب، ونشر محتوى يدعو للعنف، وذلك في مدن بريست وغرونوبل ومونبلييه، ويتعلق الأمر بيوسف زازو وعماد تانتان وشخص ثالث لم يتم الكشف عن اسمه. وجرى اعتقال "تانتان" قرب غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو يدعو إلى "الحرق والقتل والاغتصاب" في فرنسا، وفق AFP، وحذف المعني بالأمر الفيديو لاحقا، في حين وصفه وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، بـ"الوضيع"، وجرى تقديم المؤثر إلى المحاكمة بتهمة "التحريض المباشر على عمل إرهابي". وأوردت النيابة العامة الفرنسية أن "تانتان"، البالغ من العمر 31 عاما، دخل فرنسا عام 2021، ورفضت السلطات طلب إقامته مؤخرا، ما جعله مهددا بالترحيل، وتم القبض عليه برفقة شقيقه التوأم، حيث عثر على الأجهزة المستخدمة في تصوير الفيديو الذي حقق أكثر من 800 ألف مشاهدة. وفي الأسبوع الماضي، أعلن روتايو عن اعتقال الجزائري "يوسف زازو" البالغ من العمر 25 عاما، في بريست، وهو الذي "كان يدعو مجتمعه إلى ارتكاب هجمات في فرنسا"، وفق ما جاء في تغريدته عبر موقع "إكس"، موردا أنه "سيحاسب على أفعاله أمام العدالة". وأوردت صحيفة "لوفيغارو" أن المعني بالأمر كان معروفًا لدى الشرطة الفرنسية بسبب تورطه في قضايا جنائية مثل سرقة السيارات ونهب المحلات التجارية، وتخريب الممتلكات، واتُخذ بحقه قرار بمغادرة الأراضي الفرنسية صادر عن سلطات إقليم فينيستر في 18 أبريل 2024. وفي الفيديو الأول الذي نشره، هدد "يوسف زازو" بتنفيذ هجمات ضد الأشخاص الذين يتظاهرون ضد النظام الجزائري خلال احتفالات رأس السنة، وقال في الفيديو متحدثا باللغة العربية "سنجعلكم تعيشون مثل سنوات التسعينيات"، قاصدا المجازر التي ارتُكبت في حق المدنيين خلال "العشرية السوداء"، والتي توجه أصابع الاتهام بخصوصها إلى قادة الجيش. وفي إشارة إلى دعوات الاحتجاج تحت وسم "مانيش راضي"، التي تجاوب معها العديد من جزائريي فرنسا، أورد المشتبه فيه، وفق ما نقلته عنه منابر فرنسية "سنُطلق النار عليكم، تريدون الخروج في الأول من يناير، أطلقوا النار عليهم، يجب أن نتحدث بلغة السلاح، الرئيس تبون أطلق النار عليهم، إنهم يريدون الفوضى"، وكان يقلد إطلاق النار بيديه. وفي فيديو آخر، نُشر قبل 5 أيام، واصل المعني بالأمر تهديداته قائلا: "نحن في حالة حرب، عند أي خطوة خاطئة سنقضي عليكم"، وكان يقلد حركة الذبح بيده، وبعدها صور نفسه في شوارع بريست قائلاً "تعالوا لمواجهتنا، إذا كان لديكم شيء تقولونه نحن هنا، سنقضي عليكم وسنتبول عليكم، وسنغتصبكم ثم سنقتل أمهاتكم... تحيا الجزائر، أنا سأقضي عليكم".