تمازيغت

فعاليات تدين لامبالات المجتمع الدولي امام مايتعرض له الشعب الازوادي من إبادة جماعية من طرف الجيش المالي مدعوما بمرتزقة فاغنر الروسية.

أمام الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان المدنيون في أزواد منذ عدة أشهر في ظل اللامبالاة التامة من قبل المجتمع الدولي، أصدرت المنظمة غير الحكومية تامازغا بيانا يدين الممارسات العدوانية المطبقة من قبل الدولة المالية ومرتزقة الروس فاغنر، وذلك يوم 15 غشت 2024.
وكما دعت تمازغا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والخروج عن صمته أمام جرائم الحرب والتطهير العرقي الممارس في أزواد.
وجاء في نص البيان:
يعاني السكان المدنيون في أزواد (إيموهاغ والموريون والفولانيون) منذ عدة أشهر وبشكل يومي من تطبيق عمليات الإعدام في حقهم، خارج نطاق القضاء ودون أي وجه حق، ويتعرضون للاختطاف والاحتجاز والتعذيب والسرقة، وتتعرض ممتلكاتهم للنهب والتدمير… طبعا يتم ارتكاب هذه الجرائم الوحشية من قبل الميليشيات الروسية التابعة لمجموعة فاغنر بمعية جنود من القوات المسلحة المال (FAMa) ومن قبل الجماعات الجهادية كذلك. يستهدف القصف بالطائرات مخيمات الرحل التي تواجه المدفعية أيضا، كما يتم استهدافها بضربات طائرات بدون طيار تركية الصنع في متناول المجلس العسكري المالي. وينفذ جنود القوات المسلحة المالية والمرتزقة التابعون لفاغنر الروسية عمليات القتل بشكل عشوائي، ويقطعون رؤوس المدنيين ويمثلون بجثثهم، ولم تسلم النساء والأطفال من هذا القتل الوحشي، وغالبًا ما يتم تشويههم أو قطع رؤوسهم. هنا نتساءل هل ينبغي لنا أن نعود إلى بداية الستينيات، في أعقاب ولادة الدول، ما بعد فرنسا الاستعمارية، والتي قسمت أراضي إيموهاغ بين خمس حدود، حيث أغرقت مالي بالدماء الاحتجاجات وانتفاضة إيموهاغ من خلال مهاجمة المدنيين. ومنذ ذلك التاريخ ومطالبة إيموهاغ بحقوقهم الأساسية لم تتوقف، واستمر عملهم النضالي، واضطروا أحيانا لحمل السلاح، من أجل تكريس هذه المطالب.
وقد فر عشرات الآلاف من المدنيين من الانتهاكات بحثا عن ملجأ في بعض الدول المجاورة، حيث لا يجدون دائما الترحيب اللازم والكافي لاستقرارهم.
ويستمر الجيش المالي بمعية مجموعة فاغنر الروسية في ارتكاب جرائم حرب، وبشكل عام هي جرائم ضد الإنسانية تنحو نحو التطهير العرقي، نظرا لتخصيص الفئة المستهدفة وفق العرق، وتتم كل هذه التجاوزات دون أي تدخل من دول الجوار أو المجتمع الدولي. ويجب أن ينتهي الصمت واللامبالاة الشبه العامة.
إن منظمة تمازغا (TAMAZGHA) غير الحكومية، التي شابها الرعب من الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان أزواد، تدين بشدة مرتكبي الانتهاكات وتتأسف لصمت الدول المجاورة والمجتمع الدولي وكذلك لامبالاة الرأي العام. وتدعو تمازغا كل منظمات حقوق الإنسان إلى النظر في هذا الوضع الذي لا يطاق، من أجل اتخاذ تدابير للحد من هذا الوضع المأساوي الناتج عن المخطط الإجرامي الذي دبره المجلس العسكري المالي وشركاؤه ضمن مجموعة فاغنر الروسية. لم يعد بإمكان العالم أن يظل غير مبالٍ وصامتًا في مواجهة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل. ولذلك فإننا نناشد المحاكم الدولية المستقلة، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، التحرك لوقف هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها الذين يجب ألا يفلتوا من العقاب.
ونود أن نؤكد على تضامننا الكامل مع مواطنينا من شعب إيموهاغ. كما ندعو إلى حشد التضامن الدولي مع سكان أزواد الذين يتعرضون لجميع الأفعال الوحشية المروعة. وندعو الأمازيغ إلى الانضمام والانخراط في هذا التضامن والاتحاد ضد جرائم التطهير العرقي.
تدعوا تمازغا إلى تعبئة كل الضمائر الحية بكل الوسائل المتاحة، وتؤكد على أن الجميع يجب أن يتجندوا إلى جانب سكان أزواد الذين يواجهون الممارسات الوحشية من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس وكذلك الجهاديين. إن أزواد، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن الأمازيغي، تستحق الدعم والتعبئة.
تود تمازغا أن تؤكد دعمها وتضامنها مع إيموهاغ أزواد الذين يقاتلون للدفاع عن أراضيهم ومواطنيهم وهويتهم، من أجل سيادة كرامتهم. هذه المعركة هي معركة تحريرية، من هذه الدول التي تهدف للإبادة الجماعية والقضاء على إيموهاغ وفق مخطط إجرامي. ومن المعلوم أن تمازغا تقف إلى جانب المدافعين عن الحرية والقيم الإنسانية، بعيدا عن أي مشروع ظلامي لا يتماشى مع مبادئ الحرية. وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بتحرير تمازغا من الأيديولوجيات المتطرفة المروعة التي اتخذت من فكرة القضاء على الأمازيغية هدف لها عن طريق التصفية الجسدية أو الاستيعاب القسري للأمازيغ.
“””تمازغا”””
باريس، 15 غشت 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى