دولية

فقدان طائرة “رئيسي” يعري طهران،ويكشف زيف الحديث عن قدراتها.

يومٌ أسود مر على إيران قبل العثور على جثة رئيسها المفقود، وهزّ أركان “الدولة العظيمة” كما تروج لنفسها عبثًا، وكشف عجزها الواضح عن التعامل مع أبسط الحوادث، بعد أن فقدت الحيلة في العثور على طائرة رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته اللذين لقيا مصرعهما في حادث تحطم طائرة أثناء عودتهما من أذربيجان.
وبينما كان العالم يتابع أخبار الحادث الذي ما زال يكتنفه الغموض، بدأت إيران عمليات البحث والإنقاذ منذ وقت مبكر لسقوط الطائرة، لكنها واجهت صعوبات كبيرة في تحديد موقع حطام الطائرة، وفشلت كل محاولاتها في ذلك حتى اضطرت إلى طلب الاستعانة من تركيا لمساعدتها في العثور على رئيسها المفقود.
مرت ساعاتٌ طويلة دون جدوى من عمليات البحث الإيرانية، حيث أثار فشل إيران في العثور على حطام طائرة رئيسها لمدة 12 ساعة، تساؤلات حول كفاءة طهران، حيث لم يستوعب جل المتابعين أن دولة بحجم “إيران” التي يصنفها الجميع ضمن “القوى عظمى” عبر العالم، أن تكون بهذا الوهن والضعف الشديد، لا سيما وأن الحادثة متعلقة برئيس الدولة المسؤولة عن نشر الفوضى في الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي كانت إيران عاجزة عن العثور على حطام طائرة رئيسي، رغم أن الحادث وقع على أرضها، ما اضطرها إلى الاستنجاد بتركيا، التي لم تفوت الفرصة، وعرفت كيف تخرج من هذه الأزمة بمكاسب كبيرة جدا، أبرزها الترويج لصناعتهم العسكرية المتطورة.
تركيا لعبت دورًا بارزًا في إنقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه بالنسبة لإيران، التي وقفت موقف المتفرج تنتظر ما ستؤول إليه عمليات البحث للطائرة التركية المسيّرة “أقنجي”، التي نجحت في تحديد موقع حطام الطائرة في وقت قياسي قبل أن تعود أدراجها في أنقرة.
في ذات السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه بناء على طلب السلطات الإيرانية تم تخصيص مسيرة ومروحية ذات قدرات رؤية ليلية للمشاركة في البحث عن مروحية الرئيس الإيراني.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان على منصة “إكس”: “بناء على الطلب الذي تقدمت به السلطات الإيرانية، من خلال وزارة خارجيتنا، فقد تمّ تخصيص طائرة مسيرة من طراز “اكينجي”، مروحية من طراز “كوغار” ذات قدرات رؤية ليلية، للمشاركة في أنشطة البحث والإنقاذ، للمروحية المفقودة، التابعة للرئيس الإيراني، والوفد المرافق له”.
في هذا الصدد، أحاط الأتراك تدخلهم تحت طلب إيران للبحث عن الرئيس المفقود ومن معه، بحملة إعلامية ضخمة، واكبت العملية أولا بأول، فيما يشبه حملة دعائية لمسيرات الـ”درون” من نوع “بيرقدار” و”أكنجي” التي عملت على بث صور ومشاهد من عمليات البحث، بشكل مباشر عبر قنوات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت هذه الحادثة مقارنة بين كفاءة إيران وتركيا في مجال البحث والإنقاذ، لصالح تركيا؛ فالأخيرة أظهرت أنها تمتلك تقنيات متطورة وقدرة على التعامل مع مثل هذه الحوادث المعقدة، في حين واجهت إيران مواقف فاضحة في تحديد موقع حطام طائرة رئيسها حتى قررت الاستسلام وطلب النجدة من تركيا.
وكشفت هذه الحادثة تناقضًا صارخًا بين ادعاءات إيران بامتلاكها تقنيات متطورة وقدرتها على البحث والإنقاذ، وبين واقعها المترهل وضعف إمكاناتها التقنية.
لا يقتصر فشل طهران على العجز في مجال البحث والإنقاذ، بل يشمل كل مناحي الحياة في إيران؛ فبينما تُنفق مليارات الدولارات على دعم المليشيات الإرهابية ونشر الفوضى في المنطقة، تُهمل احتياجات شعبها في الداخل على كافة المستويات.
كشفت حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني عجز إيران المُبِين عن مواكبة التطورات التقنية في مجال البحث والإنقاذ، وفضحت عُريها في مجال الابتكار. فما كانت تروّج له من إمكانيات متقدمة لم يكن سوى ادعاءات فارغة تبخرت في أول اختبارٍ حقيقي.
وبينما تُسخّر إيران كلّ جهدها ومواردها لتصنيع الأسلحة ودعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، يعاني مواطنوها من ظروفٍ معيشيةٍ صعبةٍ وقمعٍ مُمنهجٍ وملاحقةٍ مستمرة. فضلًا عن ذلك، تعاني الدولةُ من اختلالاتٍ جمةٍ على مختلف المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى