لماذا يجب أن لا يدعم المغرب ملف احتضان السعودية للمعرض الدولي “رياض إكسبو”؟
بدأت المملكة العربية السعودية حملة دعائية كبيرة لفائدة احتضانها للمعرض الدولي 2030،تحت اسم رياض إكسبو،ولأنها تعول كثيرا على مساندة كل الدول الافريقية بعددها الكبير فإنها سعت لاستضافة هذه القارة كشريك مستقل في هذا المعرض.
لكن المثير في الحملة الدعائية هي الصورة التي اختارتها السعودية وروجت لها في العديد من الصحف والمجلات الدولية، ومنها مجلة جون أفريك الفرنسية،ذات البعد الافريقي، وقد تضمنت خريطة لإفريقيا (الصورة) متضمنة لخريطة المغرب منفصلا عن صحرائه، وكذا “علم” الدولة الوهمية، كما لعبت على تصغير حجم المغرب في الصورة مقابل تضخيم مبالغ فيه لعلم وخريطة جارة السوء: الجزائر.
وبهذا تسلك المملكة العربية السعودية مسلكا يحمل مرة أخرى مشاعر الخبث والمناورة في حق المملكة المغربية، التي لاتزال أسودها حتى الساعة لم تكشر على انيابها، في مواجهة كل هذه المناورات غير المنصفة، بالرغم من قوة العلاقات التي جمعت الدولتين على مدار التاريخ.
لقد انتبه موقع برلمان.كوم الى هذه الجريمة الجديدة التي تمارسها السعودية في حق قضية المغراربة الاولى، ويبدو ان سفير المغرب في السعودية لا يزال يغط في نومه، وهو ما اعتادت عدة جهات سعودية استغلاله لتمرير الكثير من المغالطات والمهاترات، قبل ان تعتذر بعد فوات الاوان.
إن الذاكرة المغربية لا يمكنها ان تمحو بسهولة الموقف الخائن للمملكة السعودية في مواجهة ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، والتي لم تتجرأ فيه السعودية فقط على التصويت لصالح ترشح الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بل ذهبت ابعد من ذلك وساهمت في الترويج له، وممارسة الضغوط على الدول العربية للتراجع عن مساندة المغرب.
نعم، لم نخف، حينها، في موقع برلمان.كوم مواقفنا من هذه الجريمة النكراء، وكنا السباقين، إن لم نقل الوحيدين، في نشر مقالات كثيرة تواجه هذه الإساءة التي تدوس على مشاعر الأخوة التي ظلت تجمعنا.
صحيح ان ولي عهد المملكة يسير عكس التيارات أحيانا، ويرقص دائما بضعفه أمام الاقوى، ويظل طول الليل يغرد على نوافذ الولايات المتحدة توددا إليها ورغبة في رضاها، ولكن شطحاته المراهقة بدأت تأخذ منحى أخطر بكثير من مناحي العشق الامريكي، ومنها تزلفه بين الفينة والاخرى لأعداء المغرب، الذي دفعه الى زيارة مفاجئة للجزائر، لم ينتج عنها سوى الويل واللعنات.
إن النظام الجزائري الذي تتودد إليه السعودية عرته القضية الفلسطينية من كل ثيابه، وهي القضية التي ظل يراهن عليها في تخذير عقول الشعب الجزائري، كما فضحته مؤخرا الهجومات الإسرائيلية على غزة، التي واجهها برفض الاحتجاجات في الشارع العام، ورفض كل التعبيرات المساندة للقضية الفلسطينية، وبهذا التوجه الخائن والخبيث سيواجه غدا التقارب السعودي معه.
نحن نؤكد مرة اخرى ان الدبلوماسية لا تفقه في كل الأشياء، وأن رائحة المناورة موجودة في شطحات النظام السعودي، وهي مناورات لا يجب ان تنطلي على المغرب، خاصة أن السعودية اصبحت لا تخفي ترددها في دعم الكثير من مصالحنا السيادية والاقتصادية، اما كونها قررت المزايدة على مساندتها لملف المغرب في احتضان كأس العالم 2030، بضرورة مساندتها لاحتضان كأس العالم 2034. فللعاقل أن يعرف ان ترشيح المغرب كان وحيدا، وبالتالي فلا بديل عنه للعالم، وللعاقل ان يعرف ايضا، انه من ثالث المستحيلات السماح لدولة عربية أخرى باحتضان كأس العالم تباعا او تقاربا من حيث الزمن، بعد قطر والمغرب، كما أن العالم لا يمكنه ان ينسى ما وقع في سفارة السعودية بتركيا، حينما تنحى السيف من على العلم السعودي، ليفسح الطريق أمام المنشار كي يقول كلمته في تقطيع جثة الراحل خاشقجي، تغمده الله بواسع رحمته.
برلمان.كوم.