دولية

ليلة رأس السنة..برودة الطقس والإحترازات الأمنية المشددة ثم حرارة الإحتفالات أهم ما ميز مدينة “غانت” البلجيكية.

عاشت مدينة “غانت/Gand” البلجيكية ليلة إستثنائية، جمعت بين برودة شديدة وإحتفالات صاخبة أضاءت سماء ناحية “Dampoort” ومدينة غانت بصفة عامة، تحث مراقبة امنية مشددة وحضور جماهيري غفير من كل الاجناس والشعوب بالإضافة للساكنة المحلية.
لقد كانت ليلة رأس السنة لعام 2025 مناسبة جمعت السكان المحليين والجاليات المختلفة من  القارات الخمسة…وقد كان الأفارقة والأمازيغ من شمال افريقيا والعرب الفلسطينين والسوريين ثم الاتراك والهنود والباكستانيين وبعض مواطني ذوي الاصول الامريكية نجوم المشهد، مشهد كان عنوانه البارز الفرح والبهجة والألفة، وهي صفات ميزت وعمت كل الأحياء السكنية بالمدينة والجهة “الفلمنية” بصفة عامة.ومن اللافت أن الاحتفالات في “غانت” تختلف تمامًا عن تلك التي عايشتها شخصيا في مجموعة من التجارب المباشرة لسنوات في اكادير وباريس واسطنبول ثم القاهرة وتال ابيب.
ففي “غانت” نعم هناك الصخب هو السمة الغالبة؛ والشوارع مليئة بالمحتفلين خصوصا وسط المدينة، بينما تعمل قوات الأمن بكل طاقاتها لمراقبة الوضع وتنظيم حركة السير ووحفظ النظام على اعتبار ان المناسبة تكون فرصة امام الالف من الشباب لتناول الخمور والتعبير عن الفرح بالسنة الجديدة بنظام وانضباطً، حيث يبدو ان عناصر الامن والشرطة جزء من ديكور المناسبة، ما يعكس ثقافة احتفالية مختلفة تمامًا.
منذ ساعات المساء الأولى، بدت شوارع المدينة كأنها في حالة انتظار.
المنازل والشقق مضاءة بشكل يعكس دفء العائلات بداخلها، فيما بدت الأزقة شبه خالية إلا من بعض الشباب حاملين قنينات الخمر يتلاعبون بمفرقعات صغيرة.
ومع اقتراب منتصف الليل،وبسبب الحظر المفروض على استخدام الألعاب النارية من قبل الأفراد في المدينة، اتجه الجميع نحو” ناحية دامبورت” ، كبارًا وصغارًا، حاملين أكياسًا ممتلئة بأنواع قنينات البيرة المحلية ومختلفة الهدايا والرسائل للاهل والاحباب حاملة اجمل المتمنيات خلال السنة الجديدة، .
وعند منتصف الليل، تحولت السماء إلى عرض مذهل للشهب النارية، استمر لأكثر من ساعة، حيث تداخلت أصوات الانفجارات مع الضحكات والهتافات والاناشيد.
مشهد كان أشبه بلقطة من فيلم أكشن، ولكنه في النهاية عكس فرحة جماعية ببداية عام جديد.
في الجانب الآخر من المشهد، امتلأت المطاعم والنوادي الليلية التي جعلت من واجهاتها لوحة فنية مضاءة بالاضواء الملونة والموسيقى الهادئة.
الحجوزات المسبقة جعلت دخول هذه المطاعم والملاهي حكرًا على من خطط مسبقًا. أما من لم يجد مكانًا في الداخل، فقد وجد احتفاله الخاص في وسط المدينة القديمة.
ليلة رأس السنة في “غانت” قدمت نموذجًا مختلفًا للاحتفال، حيث اندمجت البهجة مع النظام.
وبينما عاد السكون تدريجيًا إلى الأحياء مع انطفاء الألعاب النارية، ستقى تلك اللحطات كذكريات محفورة في أذهان الجميع، مميزة عن احتفالات أخرى شهدتها أماكن مختلفة من العالم.
هكذا، تظل كل بلد تعكس هويتها وواقعها الاجتماعي في طريقة احتفالها، لكن الهدف واحد: استقبال عام جديد بأمل وتفاؤل، حيث يصبح الماضي ذكرى، والمستقبل صفحة بيضاء تنتظر من يكتبها.
“””متابعة : محمد امنون””””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى