![](https://afrati24.ma/wp-content/uploads/2024/02/اعتقال-ارهابي.jpg)
مكافحة الإرهاب.. الخبرة المغربية فرضت نفسها على الساحة الدولية.
أكدت المجلة الفرنسية (لوبوان) أن الخبرة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب فرضت نفسها على الساحة الدولية، مشيرةً إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية، بفضل يقظتها ونهجها الاستباقي، تمكنت من إحباط العديد من الهجمات الإرهابية “قبل حتى أن تتخذ شكلاً ملموسًا”.
وفي مقال خصصته لتفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” في منطقة الساحل، أبرزت المجلة أن الموقع الجيوستراتيجي للمغرب يجعله في مواجهة تحديات أمنية معقدة، لكنه رغم ذلك يظل صامدًا وقادرًا على التكيف مع التهديدات الناشئة، مؤكدةً أن “الخبرة المغربية في مكافحة الإرهاب فرضت نفسها دوليًا، مما جعل المغرب فاعلًا أساسيًا في الجهود العالمية لمكافحة التطرف”.
وأوضحت (لوبوان) أن المغرب لا يعتمد فقط على النهج الأمني، بل جعل من مكافحة الأيديولوجيا المتطرفة “محورًا استراتيجيًا رئيسيًا”، حيث أطلق منذ بداية الألفية الثالثة إصلاحًا للحقل الديني يهدف إلى تعزيز إسلام معتدل ومتسامح.
وفي هذا الإطار، ذكرت المجلة أن إحداث المجالس العلمية الجهوية ساهم في توفير تأطير ديني لامركزي، كما تم تعيين المجلس العلمي الأعلى كهيئة وحيدة مخولة لإصدار الفتاوى، مما يضمن انسجام المرجعية الدينية ويحد من الانحرافات المتطرفة.
وأبرزت (لوبوان) أن المغرب أطلق سنة 2017 برنامج “مصالحة”، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تمكين المعتقلين المتورطين في قضايا الإرهاب من فهم أعمق للنصوص الدينية، بهدف دفعهم إلى التخلي عن الفكر المتطرف والمصالحة مع المجتمع.
وحسب المجلة الفرنسية، فإن البرنامج شهد 15 دورة واستفاد منه 331 مشاركًا، دون تسجيل أي حالة عود إلى التطرف، مما يعكس نجاح وفعالية هذه المبادرة.
وفي السياق ذاته، شددت المجلة على أن المغرب أصبح “فاعلًا رئيسيًا في مجال التكوين الديني في إفريقيا وخارجها”، حيث أبرمت المملكة عدة اتفاقيات مع دول مثل مالي وكوت ديفوار والسنغال وغينيا وتونس وتشاد وفرنسا، من أجل تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين.
كما تم تكوين مئات الأئمة في المعاهد المغربية، أبرزها معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي يُكوّن 150 إمامًا و50 مرشدة سنويًا، بهدف نشر إسلام وسطي في المناطق المهددة بالتطرف.
وخلصت المجلة إلى أن التوازن بين الأمن والوقاية الفكرية جعل المغرب نموذجًا دوليًا في مكافحة التطرف، حيث نجحت استراتيجيته في تفكيك الخلايا الإرهابية، والتصدي للفكر المتطرف، وتكوين أئمة معتدلين لنشر خطاب ديني وسطي.
ويؤكد هذا النهج الشامل أن المغرب لم يعد مجرد بلد يواجه التهديدات الإرهابية، بل تحول إلى فاعل أساسي في الجهود الدولية لمحاربة التطرف، وهو ما عزز مكانته كشريك موثوق في الأمن الإقليمي والدولي.