من هو محمد البشير رئيس الحكومة الإنتقالية في سوريا؟
حاصل على إجازة في الهندسة...وكان رئيس"حكومة الإنقاذ".
بعد تكليفه بتشكيل الحكومة السورية الانتقالية الجديدة، تصدر اسم محمد البشير وسائل التواصل الاجتماعي، فماذا نعرف عنه؟
محمد البشير، برز اسمه في المشهد السوري بعد أن أصبح رئيساً لحكومة الإنقاذ السورية في يناير2024، وهي حكومة في إدلب تعمل كسلطة مدنية بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على الجوانب العسكرية والأمنية ، وتُدير الحكومة التي تأسست عام 2017، الشؤون المدنية في إدلب وأجزاء من ريف حلب، وهو مهندس سوري من مواليد عام 1983 في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب.وبحسب موقع حكومة الإنقاذ السورية الرسمي، حصل محمد البشير على شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، تخصص اتصالات، من جامعة حلب عام 2007. وبدأ مسيرته المهنية كرئيس لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز، حيث عمل في مجال إدارة الأنظمة التقنية وتطوير الكفاءات.
ومع تصاعد الأزمة السورية، اتجه لتوسيع معرفته الأكاديمية فحصل على إجازة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب عام 2021، مما وفر له خلفية قانونية إلى جانب تخصصه الهندسي.
ومع اندلاع الحرب في سوريا وتدهور الأوضاع الإنسانية، قرر البشير الانتقال إلى العمل الإنساني، إذ تولى إدارة معهد الأمل التعليمي، وهو معهد ركز على دعم الأطفال المتضررين من النزاع عبر توفير التعليم في ظل غياب الدولة.
ولاحقاً، انخرط محمد البشير في حكومة الإنقاذ السورية، حيث شغل مناصب متعددة، منها نائب مدير شؤون الجمعيات ثم مدير شؤون الجمعيات في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية.
وفي عام 2022، تم تعيين محمد البشير وزيراً للتنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ.
وخلال هذه الفترة، قاد مشاريع إغاثية وتنموية، تضمنت توفير المساعدات للنازحين، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية في إدلب والمناطق المحيطة، كما تضمنت مشاريعه إنشاء مجمعات سكنية للنازحين في كفر جالس في إدلب، وتنظيم زيارات تفقدية لمراكز الإيواء في المنطقة الوسطى لضمان تقديم الدعم اللازم.
كما أطلق حملة “برداً وسلاماً” لدعم الأسر المتضررة من الظروف الجوية القاسية، مع وضع معايير دقيقة لتحديد المستفيدين.
رئاسة حكومة الإنقاذ:
وفي يناير 2024، انتُخب البشير رئيساً لحكومة الإنقاذ السورية من قبل مجلس الشورى العام، وهو الهيئة التشريعية العليا في حكومة الإنقاذ السورية.
وتأسس المجلس في عام 2017 بالتزامن مع تشكيل حكومة الإنقاذ، ويضم ممثلين عن مختلف الفعاليات المدنية والمجتمعية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ويُعنى بسن القوانين والتشريعات، ومراقبة أداء الحكومة، ومنح الثقة لرئيس الوزراء والوزراء.
وجاءت خطوة انتخاب البشير لرئاسة الحكومة في وقت تواجه فيه إدلب تحديات كبرى، منها الضغوط الدولية، ونقص الموارد، والانقسامات الداخلية بين الفصائل. وركز البشير خلال رئاسته على تعزيز الإدارة المحلية وتحويل المؤسسات الحكومية إلى الرقمنة، بهدف تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للسكان.
كما ركز البشير على تحسين الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، رغم التحديات الكبيرة المتعلقة بنقص الموارد بحسب الأنشطة التي تتحدث عنها مواقع الحكومة الإلكترونية،.
وشدد في خطاباته على أن الأولوية هي تحسين ظروف السكان في ظل غياب الدولة المركزية.
مواقفه السياسية وعلاقاته بالخارج:
وفي نوفمبر 2024، وصف البشير الأحداث في الشمال السوري بأنها “نقطة تحوّل” في تاريخ الثورة، داعياً إلى تنسيق أكبر بين الجهات الفاعلة لتحسين الأوضاع المعيشية.
وفي تصريحات أخرى، أكد أهمية التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية لضمان استدامة الدعم للسكان المتضررين.
أما عن علاقاته بالخارج، فلا توجد معلومات موثقة تشير إلى علاقات مباشرة للبشير مع حكومات أو جهات دولية.
ومع ذلك، فإن حكومة الإنقاذ التي يترأسها تسعى إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في إدلب لتحسين الأوضاع الإنسانية.
وعلاوة على ذلك، تُعد هيئة تحرير الشام حليفاً استراتيجياً للحكومة من الناحية الأمنية والعسكرية، إذ تُنسق الحكومة معها في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها.
الانتقادات والتحديات والاستراتيجيات:
واجه البشير وهو رئيس حكومة الإنقاذ انتقادات تتعلق بالعلاقة مع هيئة تحرير الشام، التي يُتهم بأنها تؤثر بشكل كبير على قرارات الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه نقص الموارد تحدياً مستمراً في تحسين الخدمات وتلبية احتياجات السكان.
كما سيواجه البشير وهو رئيس للحكومة الانتقالية لمدة ثلاثة اشهر عدة تحديات في تشكيل الحكومة السورية الجديدة، منها:
* إعادة بناء المؤسسات: تحتاج سوريا إلى استعادة مؤسسات الدولة التي تضررت بشدة خلال الصراع.
* الإدارة الاقتصادية: يجب معالجة الأزمة الاقتصادية وتأثير العقوبات الدولية.
* تحقيق الاستقرار الأمني: يتطلب ضمان بيئة آمنة لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
* الانقسامات الداخلية: التعامل مع الانقسامات بين الفصائل المختلفة والضغط الدولي.
تأتي هذه التحديات في وقت حساس، مما يتطلب قيادة حكيمة وفعالة.
وسيتعامل محمد البشير مع الضغوط الدولية على سوريا من خلال عدة استراتيجيات:
* تعزيز العلاقات العربية: يسعى البشير إلى إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية، مما قد يساعد في تخفيف الضغوط الدولية ويعزز الدعم الإقليمي.
* تجنب الفوضى: يعمل على تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى استقرار البلاد وتجنب الفوضى، مما قد يساهم في تحسين صورة الحكومة الجديدة أمام المجتمع الدولي.
* التواصل مع القوى الدولية: من المتوقع أن يسعى البشير لإقامة حوار مع الدول الكبرى حول القضايا الإنسانية والأمنية، مما قد يسهل تخفيف العقوبات.