هيئة حسن الكتاني تحرض المغاربة: “التحاكم إلى مدونة الأسرة بمثابة التحاكم إلى الطاغوت”
في خطوة مثيرة للجدل، أصدر ما يسمى “رابطة علماء المغرب (العربي)” التي يترأسها المدعو الحسن الكتاني، بلاغًا متطرفا ضد التعديلات الجديدة على مدونة الأسرة، مؤكدةً أن هذه التعديلات تتناقض بشكل صريح مع ما وصفته “بالإجماع الفقهي” و”الشريعة الإسلامية”.
وذهب بلاغ “جمعية الكثاني” إلى حد اعتبار أن التحاكم إلى هذا القانون – إذا تم تطبيقه – يعد بمثابة التحاكم إلى “الطاغوت”، معتبراً أن أي حكم يصدر استنادًا لهذه المدونة سيكون “باطلًا” من الناحية الشرعية، وهو موقف شديد الانتقاد للتشريعات التي تم تمريرها تحت مظلة الدولة.
البلاغ الذي يثير موجة من الجدل، يطرح العديد من التساؤلات حول مدى انسجام هذه الدعوات مع القيم الديمقراطية والحداثية التي يسعى المغرب لتحقيقها في الفترة الأخيرة. وتطالب الهيئة في بيانها المجتمع المسلم في المغرب بالعودة إلى “شريعة الله”، معتبرةً أن المدونة الجديدة هي نتيجة لضغوط دولية على البلاد، مما يعكس رؤية ضيقة لا تستوعب التحديات الاجتماعية المعاصرة التي يواجهها المجتمع المغربي، خاصة في مسألة حقوق المرأة.
هذه الهجمة الشرسة ضد مدونة الأسرة الجديدة من قبل “رابطة الكثاني” تستند إلى اعتراضهم على ما يصفونه بـ “المخالفات الصريحة للشريعة الإسلامية” التي تعتبر مرجعية أساسية وفقًا لهذه الهيئة، في الوقت الذي يعتقد بعض المنتقدين، رغم ذلك، أن هذه المدونة تمثل خطوة نحو التحديث والتطور الاجتماعي بما يتناسب مع متطلبات العصر، وخصوصًا في ما يتعلق بالحقوق المدنية للمرأة، مما يسهم في توازن الحقوق والواجبات داخل الأسرة.
لكن الجمعية ترى أن هذه التعديلات، التي تهدف إلى تعديل الكثير من الأحكام المتعلقة بالطلاق، والميراث، والحضانة، لا تواكب “الاجتهاد الفقهي” الذي يتبع تقاليد فقهية ثابتة، مشيرة إلى أن هذا التغيير قد يؤدي إلى إضعاف الروابط الأسرية، وزيادة النزاعات بين الأزواج، مع التركيز على أن المرأة ستكون هي المتضرر الأكبر من هذه التعديلات.
وتعتبر الجمعية أن القضاة والمحامين يجب أن يتخذوا موقفًا حاسمًا ضد هذه التعديلات، محذرةً من أن تنفيذ هذه القوانين يعتبر مشاركة في “الظلم” وأنهم سيُحاسبون يوم القيامة إذا تهاونوا في رفض تطبيق هذه التشريعات التي تعتبرها “جائرة”. وبهذا الشكل، تدعو الهيئة إلى مواجهة التعديلات بكل الوسائل المتاحة، وهو ما يطرح تساؤلات حول طبيعة هذه الوسائل.