الجزائر تسابق الزمن لايقاف نية”سيجوري”إصلاح العلاقات مع المغرب.
لم يدوم صمت نظام الكابرانات بقصر المرادية طويلا بعد إعلان وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورني، سعي بلاده لإصلاح العلاقات مع المغرب، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بما يشمل الموقف من الصحراء، ليعجل الكابرانات بتمرير رسائل مفادها بأن تقديم باريس موقفا داعما لمقترح الحكم الذاتي المغربي سيعني العودة بالعلاقات معها إلى خانة الأزمة.
وإذا كان الرئيس الفرنسي قد اختار 3 منابر صحفية أوروبية للإعلان عن هذا التوجه، وهي صحيفة “ويست فرانس” الفرنسية و” فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” الألمانية و”غازيتا ويبوركزا” البولندية، لإعلان المسار الجديد لقصر الإيليزي بخصوص العلاقة مع الرباط، فإن دبلوماسية الكابرانات مررت خطابها “المُضاد” عبر ما يسمى يومية “الخبر” لسان حال العصابة العسكرية الحاكمة بالجزائر بزعامة شنقريجة.
وكتبت الخبر:”في محاولة لتبديد غضب الرباط من مواقفه بالبرلمان الأوروبي…وزير خارجية فرنسا يضع العلاقات مع الجزائر على كف عفريت”، وأوردت أن الوزير سيجورني “عرض العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مخاطر من شأنها أن تؤدي إلى حصول انتكاسة جديدة، وهو الانزلاق الذي حصل بينما كان يتحدث عن علاقات بلاده مع النظام المغربي، وموقع القضية الصحراوية في سياستها الخارجية”.
وجاء في المقال أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي “يضع العلاقات الجزائرية الفرنسية على كف عفريت”، مضيفا “موقف باريس من القضية الصحراوية، المتجاهل لضغوط النظام المغربي المطالب بالاعتراف بسيادته على الأراضي الصحراوية، يبقى من الأسباب التي ساهمت في عدم توتير العلاقات الثنائية، غير أن أي خطوة خاطئة من باريس، على هذا الصعيد من شأنها أن تعيد الوضع إلى مربع البداية”، على حد توصيف “الشروق”.
ويتضح من هذه اللغة أن النظام الجزائري، اختار بعث “رسالة تحذير استباقية” لباريس، قبل أي خطوة من ماكرون وحكومته قد تكون متجهة إلى تبني خطاب مماثل لخطاب مدريد بخصوص قضية الصحراء، من خلال الإعلان الصريح عن دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، باعتباره الخيار الأكثر جدية واقعية ومصداقية”، وهو التوجه الذي ينمو بشكل متسارع بين دول الاتحاد الأوروبي.