كتاب وآراء

تزنيت واكادير: الحواجز المجالية!!!!

ربما تكون تزنيت التي تبعد عن مدينة أكادير بما يفوق ثمانين كيلومترا هي نفسها المسافة التي تفصل أكادير عن القرية الساحلية إمسوان التابعة اداريا لجهة سوس ماسة، وهي مسافة اقل من تلك التي تفصل أكادير عاصمة الجهة عن مدينة طاطا التي الحقت جورا بالجهة. فيما اقتطعت سيدي أفنى لتلحق بواد نون.
قد تكون تزنيت المدينة بهذا الوضع المجالي وفق التقطيع الاداري تبدع في التعبير عن الهوية السوسية جنبا إلى جنب مع أكادير، وبينهما عمالة إنزكان أيت ملول، التي تبقى جماعة الدشيرة المحادية لأكادير تقدم على مبادرات فيها بعض الوصال بين أكادير وتزنيت، وبينهما اقليم شتوكة أيت باها التي كانت الجماعات المنتسبة الى منطقة ماسة تبدع فيما تبدع فيه الدشيرة واكادير وتزنيت، لكنها ابتليت في العشرينية الماضية بمنتخبين أتلفوا هويتها واغرقوها في معادلات قبلية سوسية وحزبية وشخصية جمدت عروق الابداع فيها.
عمالة إنزكان رغم محاولات الجماعات المحيطة بإنزكان ان تحول العمالة الى فضاء ومجال للتنمية والحضور الثقافي، الا ان الطابع التجاري لمدينة إنزكان عاصمة العمالة جعلت المخيل الجمعي يرى في العمالة مجرد سوق كبير ومحطة طرقية!!!!
الملفت في هذه العمالة، انها واكبت كل تقلبات المزاج الانتخابي للمغرب، فكلما كان هناك توجه انتخابي كانت العمالة سباقة له، مع استثناء مدينة إنزكان التي اختارت يوما الاتحاد الاشتراكي، عكس كل الجماعات المحيطة بها وعكس التوجه الوطني.
فيما شتوكة عاشت مفارقة انتخابية ومجالية، بين تعدد مطالب منطقة ماسة الالتحاق بتزنيت، وبين انتخابات يكون فيها اختيار المواطنين في شتوكة وتحسم في الظلام الدامس بأصوات أيت باها الموجهة من الدار البيضاء!!!!!
نجحت الدولة في تحويل عمالة أكادير الى تنوع قطاعي كان سيكون رائدا لو نجحت برصة البواكر، لكن سجن أيت ملول وعبوات الغاز في سيدي بيبي، ومعمل الاسمنت بإمي مقورن حولت شتوكة الجامدة الى متنفس لآفات باقي العمالات والاقاليم!!!!
ليس رميا بالورود الاقرار ان عامل إنزكان أيت ملول أحد بقايا عهد ادريس البصري، ابان عن حنكة تجعله رائد المفهوم الجديد للسلطة، تجعله يتفوق على والي الجهة شخصيا!!!!!
عكس إنزكان وأكادير، يشهد العادي والبادي ان عمال اشتوكة لم يعرف لهم اسم في خريطة المتتبعين، وكان آخرهم الذي غزى صوته وانجازاته المكان هو الغرابي والذي لم يعمر بها طويلا.
عبر تاريخ المجالس المنتخبة لجماعة أكادير، كان غالبية المسيرين من منطقة تزنيت ونواحيها وصولا الى بلدة ثلاثاء الأخصاص، وكانت بصمتهم أشبه ببصمات من سيروا جماعات اقليم تزنيت.
تزنيت وأكادير توأمان يفصلهما مجال متعثر ثقافيا رغم الريادة جمعويا، لذلك آن الأوان أن تكون عمالة إنزكان واقليم شتوكة أيت باها في نفس قطاع الابداع والثقافة، ونشهد مسارح ومتاحف وحتى ساحات للفرجة ومركبات ثقافية ومسابح …
فهل تعتبرون؟

الدكتور سيدي علي ماء العينين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى