عين على الصحافة

وقاحة أجنبية ونفاق محلي!

خانت اللياقة، وخان حسن الأدب، أو لنقل بلغة المغاربة الدارجة البليغة “الصواب”، قيادي حركة “حماس”، ورئيسها في الخارج خالد مشعل، وهو يتحدث عن بلادنا، وذهب به (الحماس) مذاهب شتى وهو يعطي نفسه حقا ليس له، من خلال “نصح” دولة عريقة وضاربة في أعماق التاريخ مثل المغرب، حول كيفية تدبير وتصريف أمورها الخارجية، مع الدول الأخرى، وفي مقدمتها – والمناسبة شرط أليم طبعا بسبب مايحدث في غزة – إسرائيل.
وعكس الذين يلومون السيد خالد مشعل على فضوله وتطاوله الذي وصفه البعض ب “الوقاحة”، و “التدخل الأرعن والسافر والمرفوض في شأن مغربي صرف لاعلاقة له به لا من قريب ولا من بعيد”، نرى نحن هنا في هاته المؤسسة أن اللوم، كل اللوم، لايقع على مشعل، بل تقع المسؤولية كلها على من يقدسون الأجنبي حد هوان بلادهم عليهم، أي على من استدعى مشعل وسمح له بهذا التطاول المعيب على المغرب والمغاربة.
أصدقاؤنا في الحزب/ الحركة الملتبسين، الغامضين/غير الواضحين تماما، أي (العدالة والتنمية/ التوحيد والإصلاح)، هم المسؤولون تماما عن هذا التدخل الأخرق السافر من طرف رجل أجنبي في أمور تهم وطننا المغرب.
وغير مامرة، وحتى عندما كانوا في الحكومة، كنا نقول لهذا الحزب/ الحركة، إن الأمور لديكم غير واضحة نهائيا، بل ربما هي غامضة بشكل مفضوح للغاية يدل على أن لديكم مجهودا لابد من بذله من أجل تحديد علاقتكم بالوطن وبالجماعة.
كانوا يهربون من الإجابة نحو كلام غامض غموض موقفهم منا جميعا، وكانوا يتهمون من يقول لهم هذا الكلام الواضح بأنه “إقصائي”، و “استئصالي”، و “غير ديمقراطي”، (مع أن هاته التنظيمات تعتبر الديمقراطية كفرا، ولاتؤمن في مجالسها إلا بديمقراطية المرة الفريدة التي تصل بها إلى الحكم، وبعدها لاشيء).
كنا نرد على هذه الاتهامات بمثل المصريين الشهير تجاه الحزب/الحركة : (أسمع كلامك أصدقك، أشرف عمايلك أستعجب).
وآخر هاته “العمايل”، استقدام صوت أجنبي عن بلادنا مثل خالد مشعل، لكي يأكل بنكيران ومن معه الثوم بفمه، ولكي يقول لنا عوضا عن “رباعة الحبناء”، هؤلاء بكل وقاحة إن “المغرب أخطأ، وإن عليه أن يصحح خطأه”.
لماذا نقول “رباعة الجبناء”؟
لأنهم جبناء حقا في المقام الأول، وهذا وصف، وليس سبة أو شتيمة، وكبيرهم الذي علمهم سحر كل هذا النفاق نفسه قالها بعظمة لسانه، واعترف بأنه “لايمتلك الشجاعة الكافية”، وإلا لكان مقاتلا الآن في فلسطين، أي أنه جبان، والاعتراف سيد الأدلة، ومن قام به فلاذنب عليه.
ونقولها ثانية لأننا نعرف أن هذا هو عمق تفكيرهم، وأنهم يتفقون مع خالدمشعل جملة وتفصيلا، لكنهم – لفرط جبنهم – لايستطيعون قولها، لذلك يستوردون أكلة الثوم من الخارج، ويهيئون لهم هنا المقام ويطلبون منهم أن يقولوا عوضهم مالايستطيعون النبس به هم بشكل صريح وعلني هنا والآن.
معذرة، لكن ماقام به مشعل يسمى الوقاحة، وماقام به من استوردوا مشعل لكي يوصلوا لنا جميعا الرسالة بصوته، يسمى النفاق لدينا، ويسمى التقية لدى “الحزب/الحركة”.
ونحن في هاته على الأقل متأكدون تماما من الأمر : الدرك الأسفل من النار هو الذي ينتظر المنافقين مثلما علمنا قرآننا الكريم، وهذا في الآخرة وفي حديث الدين.
أما في الدنيا، فإن المغاربة هم أفضل من يتقن التعامل مع المنافقين، وخير خلق الله أجمعهم في كيفية تلقين هؤلاء الدرس السياسي تلو الدرس السياسي، وأساسا الدرس الحياتي الكبير، لكي يحفظوا جيدا وعن ظهر قلب الأهم : أي الدرس المغربي الأول الذي يقول إننا في هذا البلد لسنا مثل غيرنا، وإن مايقوم به التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الأقطار الأخرى قد ينجح في تلك الأقطار، لكنه يأتي حتى بلاد البركة والنية والشرفاء هاته، التي تحمل مسمى المغرب العظيم، ويفشل، المرة الأولى والثانية والعاشرة والمائة والألف والمليون، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
“””عن كلمة الأحداث المغربية”””.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى