
وتحتضن المملكة المغربية نهائيات كأس أمم إفريقيا في الفترة الممتدة من 21 دجنبر الجاري إلى غاية 18 يناير 2026، حيث يتزامن الأسبوع الأول من البطولة مع موجة من الأمطار الغزيرة التي تشهدها عدد من المدن المستضيفة للمباريات، لكن بالرغم من ذلك لم يتم إلغاء أو تأجيل أي مباراة منذ انطلاق البطولة، وهو ما اعتبره متابعون مؤشرا على الجاهزية العالية للملاعب المغربية وقدرتها على التعامل مع الظروف المناخية الصعبة.
وكانت البداية مع المباراة الافتتاحية التي احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، حيث شهدت المدينة، يوم الأحد 21 دجنبر، تساقطات مطرية قوية ومتواصلة انطلقت قبل حفل الافتتاح واستمرت طيلة زمن المباراة التي انطلقت في الساعة الثامنة مساء.
وخلال جل دقائق المباراة بين المغرب وجزر القمر، تهاطلت الأمطار بغزارة، غير أن أرضية ملعب مولاي عبد الله لم يظهر عليها أي تأثر سلبي، ما سمح بإجراء اللقاء في ظروف طبيعية، دون أن يواجه اللاعبون أي مشاكل في نقل الكرة والتحرك بأريحية في الملعب.
هذا الوضع الذي شهده ملعب مولاي عبد الله وتكرر في ملاعب أخرى، فتح نقاشا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة “إكس”، حيث عبّر عدد كبير من النشطاء والمتابعين عن إعجابهم بجوذة ارضيات الملاعب المغربية التسعة وقدرتها على تصريف مياه الأمطار بشكل فعّال.
وزاد من حدة النقاش، حسب متابعين، تزامن انطلاق كأس أمم إفريقيا في المغرب بعد أيام قليلة فقط من نهاية بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر، وهي بطولة جرت على ملاعب مونديالية سبق أن احتضنت كأس العالم 2022، غير أن إحدى مباريات تلك البطولة قد أُلغيت، ويتعلق الأمر بمواجهة الترتيب بين المنتخب السعودي ونظيره الإماراتي، بعد تساقطات مطرية حولت أرضية الملعب إلى برك مائية كبيرة، ما حال دون إجراء اللقاء.
كما شهد أمس الاثنين واليوم الثلاثاء تواصل التساقطات المطرية بعدد من المدن المغربية التي تحتضن مباريات “الكان”، دون أن يؤثر ذلك على السير العادي للمنافسات، ومن بين أبرز هذه المباريات، المواجهة التي جمعت منتخب السنغال بنظيره من بوتسوانا، عشية يوم الثلاثاء، على أرضية ملعب طنجة، حيث شهدت المدينة أمطارا غزيرة جدا طيلة فترات من اللقاء.
ورغم شدة الأمطار، مرت المباراة في أجواء عادية، ولم تُسجَّل أي مشاكل على مستوى أرضية الملعب، ما عزز الإشادة بالحلول التقنية المعتمدة في تدبير مياه الأمطار، وهو الأمر ذاته سُجل خلال مباراة نيجيريا وتنزانيا، التي أُجريت مساء الثلاثاء على ملعب فاس، حيث جرت المواجهة تحت أجواء ممطرة دون أن يظهر أي تأثير يُذكر على جودة أرضية الملعب.
وأشاد متابعون وخبراء بالتقنيات الحديثة التي استخدمها المغرب في تجهيز ملاعبه، خاصة أنظمة تصريف المياه تحت الأرض، وجودة العشب، وطرق الصيانة التي تتيح امتصاص كميات كبيرة من المياه في وقت قياسي.
ويرى كثيرون أن صمود الملاعب المغربية أمام التقلبات الجوية الصعبة يعكس حجم الاستثمارات التي تم ضخها في البنيات التحتية الرياضية، ويؤكد استعداد المغرب الكامل لاحتضان البطولة القارية حتى في أصعب الظروف المناخية.
ويذهب متابعون إلى أن هذا النجاح التنظيمي والتقني يجعل المغرب، إلى حدود الساعة، استثناء داخل القارة الإفريقية من حيث جاهزية الملاعب وقدرتها على ضمان استمرارية المنافسات دون توقف أو ارتباك، وهو ما يعزز صورته كوجهة موثوقة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.
أرضية ملاعب المغرب تصمد أمام الأمطار الغزيرة وتبهر الجماهير والإعلام الدولي في كان 2025.
