من إصدارات رابطة تيرا للكتاب الأمازيغي، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، صدر للباحث والأديب المبدع المغربي الحسن زهور كتاب نقدي بعنوان “الأدب الأمازيغي الحديث بالمغرب: النشأة 1967-2000″، ويضم 312 صفحة.
وفي تقديري، فإن هذا الكتاب، جاء بغية تصحيح الصورة العامة تجاه الأدب المغربي، فلا يعقل الحديث عن معالمه دون تناول المكتوب منه بالأمازيغية، وهذا على حد تعبير المؤلف يعد تجاهلا، أو إقصاء يخرج النقد عن مجاله الأدبي إلى مجال آخر، غير بعيد عما هو إيديولوجي، وهذا التجاهل أيضا يمكن أن يبرره الباحث بعدم معرفته، وإلمامه باللغة الأمازيغية، وهذا عذر لا يليق به، ولا بالبحث الموضوعي، فمن مقتضيات عدم إلمام الباحث بلغته الوطنية و الرسمية، فتح نقاش، والبحث عن خبايا وأسرار وماهية اللغة والأدب الأمازيغيين بالاستعانة على الخبراء والملمين بشؤونهما، وهذا يتطلب من المؤسسات الثقافية المغربية التنسيق فيما بينها بغية دراسة كل يتعلق بشؤون الأدب الأمازيغي حتى لا يتم إقصاء إبداعات الأدب الأمازيغي المحققة لمستقبله بأي شكل من الأشكال.
وحتى لا نخرج عن حقيقة هذا الكتاب – الذي يسعى إلى تحقيق الوعي بالهوية الأمازيغية من خلال الوقوف عند معالم الأدب الأمازيغي الحديث – فإن الأمر يدعونا إلى التنبيه على أن الحسن زهور سلط الضوء على الفترة الممتدة بين م1967- 2000، وهي فترة مهمة في التاريخ الثقافي والأدبي الأمازيغي لكونها مرحلة انبعاث، وتأسيس مبني على وعي جماعي بالهوية الأمازيغية للمغرب. وهذا يستوجب عمليا المزيد من البحث في أدب ونقد هذه الفترة من أدبنا المغربي-الأمازيغي.
على أية حال، فكتاب ” الأدب الأمازيغي الحديث بالمغرب: النشأة 1967-2000 ” تناول قضايا مهمة، أبرزها – الأدب الأمازيغي الحديث: نحو مفهوم جديد للأدب المغربي – انبعاث الهوية المغربية في صورتها الجديدة – الأدب الأمازيغي الحديث والمعاصر – الحرف المعتمد في الكتابة الأمازيغية.
ورغم المجهود الكبير الذي قام به المؤلف من أجل خدمة الأدب الأمازيغي الحديث بالمغرب، فإن غاياته الكبرى كما يعتقد لا تستطيع الجهود الفردية – مهما بلغت- الإحاطة بها أو الوصول إليها، لذا يتطلب الأمر بذل مجهودات جماعية ومؤسساتية بمختلف تنوعاتها واختصاصاتها لجمع النصوص الأدبية والنقدية لهذه الفترة؛ ثم دراستها بالشكل المطلوب، للوقوف عند جوانب هذا الأدب الحديث، والتي مازلنا نجهلها.
إعداد: د عزيز بعزي