الجزائر على رأس الوقاحة الدبلوماسيّة.

” أخذت الجزائر علما بإعلان السلطات المغربية اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بالسيادة المزعومة للمغرب على أراضي الصحراء الغربية”. و”يعتبر هذا الفعل الصادر عن سلطة احتلال لها سجل أسود في خرق القوانين الدولية وقرار الشرعية الدولية حلقة جديدة في سلسلة المناورات وسياسة الهروب إلى الأمام”. “التي ينتهجها الاحتلال المغربي”.
هي فقرة من بيان وزارة خارجية النظام الجزائري الذي أصبح بقوة الفعل والممارسة يتربّع على عرش الوقاحة الدبلوماسية فاق بذلك حتى أنظمة المافيا وعصابات الطرق.. على الأقل هي تعرف أن الوقاحة أيضاً لها حدود إلا كابرانات الجزائر التي ضربت عرض الحائط كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية بين الدول حتّى في عزّ الأزمة والحرب..
لا مبالغة في هذا التقديم.. والعودة إلى تفاصيل هذه الفقرة سنلاحظ قمّة الجبن والخوف والإرتعاش من مواجهة دولة إسرائيل مباشرة لأنّها صاحبة قرار الإعتراف بمغربية الصحراء و الصادر منذ بداية  هذا الاسبوع دون أيّ ردّ رسمي بل كأنّ على رؤوسهم الطير.. وهي على غير العادة كما في حالة إسبانيا بتعليق التعاون التجاري بين البلدين..واستدعاء السفير وو
انتظر هؤلاء الجنيرالات الجبناء  وفي أقل من خمس ساعات للردّ  على نشر الرسالة الملكية الجوابية كما تقضي بذلك الأعراف وتقاليد الدول. كي يمارسوا- وكعادتهم –  هوايتهم الدونكيشوتية بكل أوهامهم البطولية  إلاّ أنّ هذه المرّة تجاوزوا الحد الفاصل بين الإنسان وبعض الحيوان.. حد ان المرء يشك في الحصانة التربوية لهذه النماذج كأناس عاديين فكيف والحال أنهم رجالات دولة يتطفّلون على تبادل رسائل بين دولتين مستقّلتين في القرار والموقف..
بل للأغرب وبكل الوقاحة يتجاهل بيان هذه الخارجية ذكر اسم الدولة المغربية كما هو مسجل بالأمم المتحدة المملكة المغربية واستبدالها بالسلطات المغربية.. وفي عمق هذا  التجاهل تكمن عقدة هذا النظام أمام عراقة المملكة المغربية وعمقها التاريخي وتجدرها الحضاري.. وأحيل السيد عطاف صاحب هذا البيان إلى البحث عن الوثيقة التى أهدتها خارجية ألمانيا للسيد بوريطة مباشرة بعد مغادرته برلين خاسفاً محسوراً..
أدعوه أيضا إلى إعادة قراءة الرسالة الملكية التي تطاول عليها ويقف عند فقرة تذكر الجميع – إلا انتم طبعا – بالروابط التاريخية بين الصحراء المغربية و سلاطين المملكة المغربية.. وهي إشارة إلى أن الإعتراف من اي كان  حتى إسرائيل ما هو إلاّ إحقاق  حق وليس امتياز..
بل وليس احتلالاً كما ذهبت وقاحة البيان وهو يصف بلدنا بالبلد المحتل.. وهي سابقة منذ  بداية الصراع مع هذا النظام وبمختلف الرؤساء وبالرغم من عدائهم لنا كانوا دبلوماسيين في الحد الأدنى..بل الرئيس بوتفليقة وفي قوته ونفوذه المالي استجار بون كيمون كي يتلفّظ بكلمة المحتل أثناء زيارته لمخيمات تندوف.. حتّى جاء شنقريحة الأسير المغربي السابق ولمرتين بدأ ينهج سياسة عليّ وعلى أعدائي انتقاماًمن هذه العقدة النفسية المهنية و التي حوّلها إلى عقيدة جماعية أويكاد..
وفي هذه الوقاحة أيضاً تجاوز كبير لأدبيات الأمم المتحدة ومجلس وحتى الاتحاد الإفريقي الذي يستعمل كلمة طرفي النّزاع..
صحيح أننا نعرف قمّة وجعكم وآلامكم. ونعرف أنّكم تعرفون مصير جمهوريتكم بتيندوف ومآلها في السنتين القادمين سواء في اللجنة الرابعة او الاتحاد الإفريقي..
لكن الذي يجهله الجميع هو هذا التناقض بين رئيس الجزائر الصغرى ابراهيم غالي الذي اعتبر قرار الإعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء بأنّه ( لا حدث) وهو أنضج بهذا جواب لأنه أدرك ان الأحداث انتهت بعد عملية الگرگرات وما تلا ذلك و زيادة
انضج من الرئيس تبون الذي حشر أنفه في لا يعنيه.. مستغلاً أسوأ استغلال القضية الفلسطينية في هكذا أحداث.. وهو الرئيس الابكم أمام بوتين الذي قرر فتح قنصلية بالقدس لحظة استقباله..
لذلك قالوا الجبناء مثل هذه الجنيرالات يموتون الف مرّة في اليوم أمام كل انتصار مغربي
أما نحن فلن ندفن الا مرة واحدة في رمال صحرائنا قبل إسرائيل او بعدها.
انتهى الكلام
يوسف غريب كاتب / صحافي