الخارجية تفضح تهافت البرلمانيين على السفريات الخارجية على حساب مصالح الوطن.

كشفت مصادر برلمانية أن رئاسة مجلس النواب تلقت معلومات من الخارجية، عن تسيب برلمانيين يصرون على المشاركة في كل سفريات الدبلوماسية البرلمانية لقضاء أغراض شخصية ومصالح حزبية ضيقة.
وحسب “الصباح” فقد وصل تسيب البرلمانيين المتهافتين على السفريات حد الصراع بين مكونات الوفود، كما حدث أثناء زيارة وفد نيابي إلى رومانيا وكذلك جولة في عواصم أمريكا اللاتينية.
ويرتفع منسوب تهافت البرلمانيين على لوائح سفريات البرلمان في صفوف الخاسرين في معركة هيكلة المؤسسة التشريعية والخارجين منها خاويي الوفاض من أي مسؤولية، والذين يطالبون أحزابهم بتعويضهم بمنح التمثيلية في اللجان المشتركة والهيآت الدولية.
ووصف رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، حمى السفريات والبعثات الدبلوماسية للخارج بأنها باتت تحمل وجها خفيا ولها علاقة بالأطماع و”تسويق الأبناء” ونيل الامتيازات المالية، عوض أن تكون فرصة لتمثيل المغرب في الاجتماعات الدولية والدفاع عن المصالح العليا للوطن وامتحانا حقيقيا لإبراز قدرة البرلمان وسعيه للتغيير والمشاركة في التأثير على الصعيد القاري والإقليمي والدولي.
ونبه المتحدث، في تصريح لـ “الصباح”، إلى أن ممارسة العمل الدبلوماسي تنقصها الفعالية والنجاعة، في التصدي لتحركات الجهات المعادية للوحدة الترابية. وهذا راجع بالأساس، إلى أن الفعل الدبلوماسي الحزبي، عوض أن يأخذ شكل مهمة وطنية، يتم التعاطي معه على أنه مناسبة سياسوية لتثبيت منطق المكافآت عن الولاءات والمحسوبية لصالح الأتباع والأقارب.
ويجمع المتتبعون للفعل الدبلوماسي الموازي، على أنه أظهر عوائق كثيرة تعترض نجاعة الأداء، مع الإشارة إلى أن هناك عوامل ذاتية وموضوعية أفرزتها طبيعة العمل الحزبي، بالنظر إلى أن الدبلوماسية الحزبية، تقتات فقط من الإنجازات الرسمية على مستوى الملفات الوطنية، أو تعيد إنتاجها، دون أن تتعدى ذلك إلى الاجتهاد واتخاذ المبادرة، وهو ما يجعلنا أمام حقيقة تكرست بالملموس، مفادها وجود قصور في المقاربة البرلمانية والحزبية على مسار الانتصار لقضايا الأمة.
وترتفع الأصوات داخل المؤسسة التشريعية منبهة إلى أن الدبلوماسية البرلمانية تحتاج لتكون أكثر مبادرة، في ما يتعلق بالقضايا الوطنية، سواء من حيث استمرار تعبئتها للبرلمان لمواجهة أي مخاطر محتملة، أو التصدي لقرارات، من خلال استغلال مجموعات الصداقة الثنائية البرلمانية، بالنظر إلى وجود العديد من الأحزاب في تكتلات دولية يمكن من خلالها بناء علاقات مع الفرق البرلمانية الأوربية، مسجلة أن نجاح كل ذلك مرتبط بخطة عمل واضحة للتحرك، تكون استباقية ومبنية على الفعل وليس رد الفعل، وهو ما يجب أن يدفع في اتجاه تأهيل الدبلوماسية البرلمانية وعموم البرلمانيين، للعب كامل دورهم إلى جانب مهامهم التشريعية.