ولم تفت الفرصة الدكتور خالد ألعيوض أن أحيي عاليا البقال الصغير، فمعظمهم ينحدرون من سوس، وجدد الرحمة على روح التاجر الحاج عابد السوسي، الذي وضع اللبنة الأولى وأسس البقالة بالمغرب، حيث نشر هذا النوع التجاري، فالبقال يلعب دورا اجتماعيا أكثر منه اقتصاديا، فيجب قراءته قراءة سوسيولوجيا، باعتباره مجتمع مركب يتعايش في أحضانه القديم والجديد، بل له خصوصيات مغربية لا يمكن أن يفهمها إلا المغربي.
ودعا النموذج التنموي ألجديد إلى استحضار النمط المغربي النابع من واقعنا ،الذي يعيش في أنماطه مكونات متعددة ،كالعرب ،الأمازيغ ،اليهود ،الأفارقة ،الأندلس وبدون تمييز عنصري .ولفت ألعيوض أن في أغلبية البوادي المغربية ،هاجر الشباب إلى المدينة للبحث عن لقمة العيش ،وتركوا ذويهم بالمنطقة ليبقى البقال هو الذي يتكلف بجميع مصاريف الدوار ،بل حتى التطبيب ، فهو مصدر الثقة وعلبة سوداء لا يفشي الأسرار ودائم الحضور اقتصاديا واجتماعيا ،إلا درجة أن بعض المحسنين يمدونه بمساعدات مالية ليتكلف بدوره بتوزيعها على المحتاجين ،باعتباره وحدة قياس المستوى المعيشي للمنطقة .
متابعة: محمد بوسعيد