السيد عطاف الجزائري: المقترح الذاتي المغربي.. لا يعنيك أصلاً وفصلاً.

السيد عطّاف
استغربت كثيراً لهذه الجرأة وانت تعقد لقاءاً إعلاميا مع صحافة بلدك مباشرة بعد السقطة الاخلاقية لرئيسك ووضاعته.. واعتقدت في بداية الأمر أن خرجتك لا تعدو ان تكون مناسبة الإعتذار للشعب الجزائري ولعموم البشرية عما صدر من تبون من إساءة لقيم المواطنة والأخلاق.. خاصة وأن موقع الرئاسة قد قام بحذف ذاك المقطع الشاهد على تطبيع النظام الجزائري مع الوضاعة والدناءة
وبالمناسبة فهو حذف غبيّ – كالعادة – لأنه مشروط بماسبق من افتخار الرئيس بآبائه من الشهداء رحمة الله عليهم..
والاغبى أكثر هو العجز التام عن حذف التصفيقات الحارة لنواب الأمة ورموز السلطة العسكرية والمدنية لهذا التطبيع مع الوضاعة وفي مقدمتهم سيادتكم التي تناولت الميكروفون مباشرة في اليوم الموالي بناء على تعليمات الرئيس لشرح تفاصيل السياسية الخارجية وإنجازات الدبلوماسية الجزائرية التّي لم يكن موضوعها إلا ملفّا واحداً ووحيداً تعاقب عليه أكثر من 23 وزير منهم منقضى نحبه ومنهم من أعيد تدويره كما في حالتكم.. مع امتياز يسجل لك السيد الوزير بكونكم الوحيد الذي تكلم وفصّل في الحديث عن مقترح الحكم الذاتي المغربي بعد 18 سنة من عمر هذا المقترح..
هكذا وبشكل مفاجئ أصبح لمقترحنا مساحة زمنية في الخطاب الرسمي خلال يومين فقط بين الرئيس ووزير خارجيته وبنفس اسلوب التبخيس والإستهزاء من جهة ونعوث قدحية استعلائية من جهة ثانية..
السيد الوزير عطّاف..
إذا كان مقترح الحكم الذاتي خرافة كما وصفته في بداية لقائك.. ماالذي جعلك تخصص أكثر من 42 دقيقة من ندوتك لهذه الخرافة.. أو التخربيق بلغة رئيسك قبلك..
أكثر من هذا.. لماذا أصلاً تناقش الموضوع برمته وتحاول إفراغه من اي محتوى مادام رئيسك في خطابه الأخير قد أجزم ان لا حل في الصحراء (الغربية) غير تقرير المصير وقيام الدولة الصحراوية.. وأضاف هذا موقف اليوم..والمستقبل
لماذا ايها الوزير تتطفّلون على موضوع لا يعنيكم اصلا.. ولديكم موقف أبديّ واضح في هذا النزاع وتملكون كل هذه الجرأة الوقحة في تبخيس وتحقير مبادرات بلدي في هكذا نزاع مفتعل من طرفكم.. حتّى بلغت الوضاعة اقصاها في وصف المقترح المغربي بوسم صناعة فرنسية.. ونحن نعرف كمغاربة ان هذا المقترح بالضبط كان محط نقاش بقيادة الملك محمد السادس وهو وليّ العهد وفي جلسات مباشرة مع قيادات الجبهة.. واجهضتم مشروع الحل عبر التهديد والإغتيال بقيادة المجرم توفيق نزار آنذاك.. كما هو حال السيد الوالي ذات زمان وسياق
نعم السيد الوزير..
مقترحتنا خرافة.. وغيرجدّي.. ووريقات بلغة الخشب.. فهل لديك الجرأة والشجاعة الدبلوماسية كي تخبرنا عن إنجاز واحد لطرحكم الإنفصالي منذ 2007 إلى اليوم.. هل هناك دولة واحد اعترفت بجمهورية وهمكم..
دولة واحدة فقط.. أم انها طويت كما تطوى أرثال ثياب ذات مؤتمر باليابان
وبكل تواضع ساسرد عليك وعلى عمّي تبون إنجازات ما سمّي بالخرافة وهذا الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي خلال هذه السنة فقط مسجلا أن أربعة بلدان أوروبية، انضافت إلى ما سبق وهي سلوفينيا، وفنلندا، والدنمارك وإيستونيا ليصل العدد إلى أكثر من 20 دولة بفضاء الاتحاد الأوروبي ويرتفع إلى 113 دولة على المستوى الدولي.
كما هو الحال بأمريكا اللاثينية(الإكوادور في أكتوبر وبنما في نونبر) مشيرا إلى أن 50 دولة، تقريبا، سحبت في العقدين الأخيرين الاعتراف بالجمهورية الوهمية.. في أفق التحاق ما تبقى من الدول وعددهم لا يتجاوز 28 دولة فقط
هي معطيات ميدانية وواقعية ملموسة في عالمنا الحقيقي وحجايات خرافية في العالم الآخر
هي نجاحات على أرض الواقع أكثر من أي وقت مضى جعلت مملكتنا ذات هبة ومصداقية واحترام على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط دفعت جمهورية الفيفا ان يكون كأس العالم هنا بالمغرب مع إسبانيا والبرتغال.. كعربون ثقة ما بعدها ثقة..
أما الخرافة الحقيقية هي صمودكم الإستثنائي وراء سراب ووهم منذ نصف قرن.. وراهنتم من أجله مقدرات الشعب الجزائري الشقيق بما يقدر مليار دولار سنويا كمعدل متوسط للإنفاق على هذه الخرافة..
ولا وصلتم إلى المحيط الأطلسي.. وإلى الأبد
ولا وضعتم حجرة في رجل المغرب وصية زعيمكم الذي ورثتكم عنه هذا النيف البخيس
ولا قاومتم طوابير الحاجة في بلدكم..
هذه هي الخرافة أيها الوزير
وتلك مآسي نواياكم كما هي في تاريخ هذه الجغرافيا المستحدثة قسراً وبعلامة فرنسية..
وبئس ما حدث..
إلى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً
“””يوسف غريب كاتب صحفي”””