كتاب وآراء
الشرقاوي الروداني يفكّك تداعيات زيارة ماكرون وأبعادها الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب.
قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الاستراتيجية، إن “اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء تتوافق مع ما يمكن أن نسميه الأخلاق الاستراتيجية، ويدعم الحلول السلمية التي تعترف بالسيادة الوطنية المغربية. والعلاقات أهمية التوفيق بين المصالح الاستراتيجية المغربية الفرنسية”.
وأوضح الخبير الشرقاوي، في تصريح خص به قناة “ميدي1″، أن “إقرار فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، يعزز من متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويعد دليلا على متانة العلاقات والأخلاقيات الاستراتيجية المشتركة، وأن هاته العلاقات لا تتوقف على مصالح اقتصادي وأمنية فحسب، بل تتعداه إلى احترام يدعم الاستقرار الإقليمي.
واعتبر الخبير الشرقاوي، إننا “أمام مرحلة جديدة، لفتح كتاب جديد في العلاقات المغربية الفرنسية، كما أكد على ذلك الرئيس الفرنسي، وبعد هذا الاعتراف الفرنسي يمكن لفرنسا أن تقدم مبادرات أخرى لدعم موقف المغرب وطرح مبادرات عملية لطرح حل المغرب الديبلوماسي كحل واقعي، ثم لا بد من الضغط وإزالة كل العراقيل من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة من أجل حلّ سلمي وفقا لمبادرات المغرب منذ عام 2007، دون إغفال سياسة الاتحاد الأوروبي ودول السبع الكبرى، والعمل مع الشركاء الأوروبيين لدعم موقف المغرب حول صحرائه، علاوة على تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في قضايا الأمن والهجرة ، وهو ما يعكس التزام أوروبا باستقرار المغرب ووحدته الترابية”.
وشدد الشرقاوي الروداني، على أن “من شأن ذلك أن فرنسا لها آليات وميكانيزمات قوية جدّا في التعاون الدولي والهيئات المماثلة عبر استخدام صوتها في اليونسكو ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي، للدفاع عن شرعية مشاريع التنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية، وكذا التنسيق مع المغرب لضمان دعم الجهود المغربية في دعم الاستقرار الأمني، وكذا لا بد من تعزيز العلاقات الاقتصادية المغربية الفرنسية عبر تشجيع استثمار الشركات الفرنسية في الأقاليم الجنوبية في البنية التحتية والطاقة والسياحة، إلى جانب تقديم حوافز مالية واستثمارية لدعم برامج التنمية في الصحراء المغربية، وبالتالي هذا قد يظهر دعما ملموسا في أراضي المنطقة”.
ولم يفت الشرقاوي التأكيد على أن “مجالات التعاون في الجوانب الثقافية والتبادل الطلابي من خلال تنظيم فعاليات ثقافية في فرنسا تبرز الهوية الثقافية الصحراوية وتاريخ الصحراء في فرنسا، ولم لا تقديم منح لطلاب مغاربة في فرنسا المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، وهو ما سيعزز شرعية المغرب على صحرائه”.
وسار الشرقاوي إلى أن “الدعم الإعلامي والديبلوماسي حاضر بين البلدين من خلال توضيح شرعية ومواقف المغرب على أراضيه وصحرائه، وتوضيح مبادرة الحكم الذاتي، وتنظيم زيارات رسمية ووفود رفيعة المستوى لإبراز موقف فرنسا ومعها إسبانيا حول صحراء المغرب وشرعية قراراته وجديتها داخل المنظمات الدولية مما سيعزز شرعية المغرب ومواقفه أمميا”.
وأكد الشرقاوي الروداني أن “العلاقات المغربية الفرنسية في شراكة استثنائية واستراتيجية، حيث تمت توافقات مرتبطة بالسياسة وبالاقتصاد، وبعض المحاور الاستراتيجية، ونحن نعيش تحولات على المستوى الدولي. وتدبير هاته القضايا، كما أكدها الرئيس الفرنسي، لبلورة مطامح البلدين العام المقبل وفق المجالات الأورو متوسطي والإفريقي، وبالتالي هناك قضايا يجب الذهاب بعيدا عكستها الاتفاقيات الموقعة في الطاقة والأمن الغذائي والأمن والدفاع والصحة وغيرها”، وفق تحليله.