عقد المكتب الوطني للسكك الحديدية مجلسه الإداري برئاسة عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، يوم امس الأربعاء 15 يناير 2025، حيث خصصت أعمال هذه الدورة لتدارس النتائج المرتقبة لسنة 2024 والمصادقة على ميزانية سنة 2025.
ووفق بلاغ للمكتب صادر بالمناسبة، فترتكز الاستثمارات بالأساس على الانطلاق الفعلي للدورة التنموية الجديدة للمكتب التي تتمحور حول مشاريع مهيكلة في أفق 2030 تمديد الخط فائق السرعة ليعمل إلى مراكش، وتوفير خدمة جديدة من نوع القطار الجهوي (RER) في الجهات الرئيسية بالمملكة، واقتناء قطارات جديدة، وتشديد محطات جديدة ستمكن هذه المشاريع المهيكلة من تعزيز مكانة السكك الحديدية كعمود فقري للتنقل المستدام بالمملكة، خاصة في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030 الذي سينظمه المغرب.
وأكد الوزير على التطور الذي شهده القطاع السككي في ظل قيادة الملك محمد السادس، خلال العقدين الأخيرين، من خلال تحقيق مشاريع مهيكلة مكنت من تعزيز مكانة السكك الحديدية المغربية كرافعة أساسية للتنقل المستدام، منخفض الانبعاثات الدفيئة وذو تأثيرات اجتماعية واقتصادية جلية على المجتمع.
من جهته، ذكر محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بأن سنة 2024 شهدت أحداثا هامة، من أبرزها، توقيع اتفاقيات هامة بين المغرب وفرنسا تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس، بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية. ومن بين هذه الاتفاقيات، الاتفاق الخاص باقتناء 18 قطاراً جديداً فائق السرعة، في إطار مشروع توسيع خط القطار فائق السرعة من القنيطرة إلى مراكش.
وأكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن المكتب سجل أداءا تجاريا جيدا سنة 2024، مما يمثل خطوة هامة في تحقيق الدورة التنموية الجديدة للمكتب. وبذلك انتهت سنة 2024 بنمو استثنائي وأرقام قياسية تسجيل نقل 55 مليون مسافر الذين اختاروا القطار السفرهم ، أي بزيادة 4% مقارنة بالسنة الماضية. وتأكيدا على جاذبية البراق والنمو المستدام لنشاط القطارات الفائقة السرعة، وتماشيا مع التوقعات، تم نقل أكثر من 5.5 مليون مسافر بزيادة قدرها 5% مقارنة بسنة 2023.
وأشار البلاغ أن نشاط نقل البضائع تميز خلال سنة 2024 بأداء استثنائي، على الرغم من الظرفية الدولية التي اتسمت بالاضطرابات الاقتصادية وتقلب أسعار المواد الأولية. إذ تم نقل 20 مليون طن من البضائع، مما يمثل زيادة بنسبة 17% مقارنة بسنة 2023.
أما بالنسبة لرقم المعاملات الإجمالي لسنة 2024، فيتوقع أن يتجاوز 4,7 مليار درهم، بفضل النمو المستمر لنشاط نقل المسافرين والانتعاش الجيد لنشاط نقل الفوسفاط، مما يعكس زيادة بنسبة تفوق %9% مقارنة بسنة 2023.
ويواصل المكتب الوطني للسكك الحديدية تحكمه في ترشيد النفقات، رغم سياق دولي يتسم بالتضخم في أسعار المواد والطاقة. وبالتالي، يتوقع المكتب تحقيق مستوى إيجابي للأرباح خارج اقتطاع الفوائد والضرائب والاستهلاك والقرض (EBTDA) لسنة 2024 بقيمة 1,8 مليار درهم، بزيادة 9% مقارنة بسنة 2023، أي أكثر من ضعف المستوى المسجل سنة 2019 السنة الأولى لتشغيل مشاريع الدورة التنموية الأخيرة، مما يعكس الأداء الممتاز للمكتب الوطني للسكك الحديدية.
وتتوقع ميزانيات سنة 2025 نموا مستمرا في نشاط المسافرين بهدف نقل 57 مليون مسافر، بزيادة 4% مقارنة بتوقعات إنهاء سنة 2024، وارتفاع في نشاط نقل البضائع ليصل إلى 21 مليون طن.
وتستند توقعات سنة 2025 على زيادة في نقل المسافرين والبضائع، مع تحقيق رقم معاملات قياسي سيتجاوز 5 مليارات درهم. مسجلة ارتفاعاً بنسبة 6 في المائة ِ مقارنة بسنة 2024. ومن المتوقع تحقيق مستوى إيجابي الأرباح EBTDA قد يبلغ 1.5 مليار مما يعكس استمرار التحسن مقارنة بتوقعات إنهاء سنة 2024.