رواية ( دون كيشوت) للكاتب الإسباني (ميجيل سيرفانيتس) تسرد لنا قصة رجل تخيّل نفسه فارساً من العصور الوسطى ؛ حاملاً سلاح أجداده القديم الصدأ، فوق صهوة فرسه العجوز الهزيل، انطلق هائماً…باحثاً عن بطولات وهمية، وانتصارات مزعومة، وإنجازات مختلقة، فخاض معارك مُظفّرة عديدة من وحي خياله،
أولها مع طواحين الهواء، مُتخيِّلاً أنها شياطين عملاقة تُصارعه، وثانيها مع قطيع الغنم مُتوّهِماً أنها جيش جرّار يُنازله،
وعندما اكتشف الحقيقة المُرّة رفض الاعتراف بالهزيمة والإخفاق بالفشل، وأصرَّ على التشبث بأوهامه وظنونه وأخيلَته، مُفسِّراً ذلك بوجود مؤامرة عليه يقودها السحرةُ الذين حرّموه النصر والإنجاز والنجاح.
أدعوكم أعزّائي القرّاء إعادة قراءة مختزل هذه الرواية مع تغيير طفيف لإسم البطل دون كيشوط ب تبّون كيشوط وستلاحظون ان السرد وبكامل معطياته وحقائقه لن يطاله أيّ تغيير بما في ذلك منشأ هذه الرواية بحيث ان (ميغيل دي سرفانتس) قدخرج بهذه التحفة الإبداعية ( دون كيشوت دي لامانشا) لحظة اعتقاله بالجزائر من طرف العثمانيين ولمدة خمس سنوات
هي نفس الجغرافيا عند البطل تبّون كيشوط وفي القاعة البيضاء بالعاصمة معلناً الحرب ضد كل مواطن الإختلالات في الكرة الأرضية بدءاً بإصلاح مجلس الأمن وانتزاع مقعد للقارة الإفريقية كعضو دائم تملك حق الڨيتو… إلى جانب إنتزاع إعتراف الامم المتحدة بعضوية فلسطين.. ثم العودة بعد ذلك إلى إصلاح جامعة الدول العربية
هذه المعركة الإصلاحية عند تبون كيشوط نابعة من كون الأمم والدول الكبرى – كما قال – لا تستشير إلا الجزائر و في القرارات المصيرية الدولية وهو أمر طبيعيّ بحيث لا يذكر اسم الجزائر إلا وجبابر العالم ساجدين ركّعا خاصة الآن واقتصادها الرتبة الثالثة عالمياً…
لذلك وصف الصحراويين بالأشقاء مع قطع الوعد على عدم التخلّي عنهم حتى تقام الجمهورية الصحراوية..
تلك هي تفاصيل الخطبة الاخيرة من خرجته الحربية
ضد طواحينه الهوائية
هكذا يبدو الأمر عند تبون كيشوط وجماعته الذين يرون العالم من زاوية أوهامهم ومن شدّة الغباء ما زالوا متشبّثين بأمل تحقيقها، فيضعون أنفسهم موضع سخرية عالمية وإهانات أممية آخرها قبل ثلاثة ايام وماعرفه الوفد الدبلوماسي الجزائري بقيادة عطاف بإندونيسيا من حملة تفتيش دقيق لحقائبهم الدبلوماسية دون غيرهم من الوفود الإفريقية الأخري.. وكأننا أمام مشهد تلفزي لحظة ضبط عصابة تهريب المخدرات الصلبة كما جاء على لسان أحد الصحفيين بجرائد إندونوسية..
وكرد فعل على ضوء هذه الإهانة تقرر تخفيض التمثيلية الدبلوماسية بالقمة هناك
وآخر الطواحين التي سقطت على راس تبون كيشوط صيني الصنع بحيث انه ولأوّل مرة – وفي سابقة غير معهودة- لم يشر السيد عطاف إلى جمهوريته الوهمية في خطابه للقمة الصينية الافريقية.. وهي إشارة قوية علي بداية نهاية هذا الوهم لدى صناع القرار العالمي.. واستمراره في مخيلة احفاد دون كيشوط هذا الأخير الذي استفاق من وهمه لكن بعد فوات الآوان حسب الرواية
فهل سيتفيق الرئيس عبد المجيد تبّون من أوهامه خلال عهدته الثانية..
نأمل ذلك بمافيه مصلحة الشعب الجزائري لاغير..
أما الصحراء المغربية فهي نقطة الربط بين الحزام والطريق وبين المبادرة الملكية الأطلسية وتشبيك خيوطها مع دول الساحل…
انتهى الكلام..
“”””يوسف غريب كاتب وصحفي”””