تنبؤات بامتداد موجات من الزلازل المدمرة الى مناطق أخرى…واسرائيل تتخذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية.

يبدو أن الزّلزال الذي “دمّر” أمس الاثنين أجزاء من مدن في الجنوب التركي والشّمال السّوري ما هو إلا مقدّمة لهزّات أخرى متوقّعَة بحسب خبراء المجال.
في هذا الإطار، سيهزّ زلزال “قريبا”، وفق توقعات الخبراء، “إسرائيل”، ما جعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يأمر رئيس مجلس الأمن القومي (تساحي هنغبي) بتقييم الوضع و”قياس” مدى جهوزية السلطات الإسرائيلية للتعامل مع الهزات الأرضية والزلازل أو الكوارث الطبيعية.
وزاد الزّلزال المُدمّر الذي هزّ كلا من تركيا وسوريا، موديا بحياة الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، وفق مصادر حكومية، مخاوف الإسرائيليين من هزّة مُدمّرة.
ومردّ مخاوف الإسرائيليين تصريحات خبراء أكدوا فيها أن إسرائيل غير جاهزة لمخلفات زلزال شبيه بالذي ضرب تركيا وسوريا.
وأكد هؤلاء الخبراء أن زلزالا بقوة 7.8 درجة على سلم ريشتر (مثل الذي هزّ البلدين المنكوبَين) سيعني حلول “كارثة حقيقية”
وتوقّع الخبراء أن يخلف زلزال من هذا القبيل ما يناهز 8 آلاف قتيل و20 ألف جريح.
وفي هذا السّياق قالت “القناة 12” التابعة للتلفزيون الإسرائيلي إن هناك عشرات السيناريوهات المختلفة، من “الخفيف” إلى “المُدمّر”، حصرتها في 77 سيناريو لزلازل لدى “سلطة الطوارئ الوطنية” تتدرّب عليها.
ووفق هذه السيناريو فإن 26 ألفا و800 مبنى معرّض للهدم، يقطنها ما لا يقلّ عن نصف مليون عائلة، متوقعة أن يشرّد زلزال مدمّر 170 ألف إسرائيلي.
وسيجد هؤلاء السكان، وفق توقعات السّيناريوهات، أنفسهم دون مأوى بعد انهيار منازلهم أو لكونها “غير آمنة”.
ومن جانبه، أبرز تقرير لمراقب الدولة الإسرائيلي (متنياهو أنغلمان) وجود عشر مدن في إسرائيل عرضة لـ”خطر كبير جدا” في حالة حدوث الزلازل.
ووضّح أن فريقه ينوي إعداد تقرير جديد حول الموضوع لمعرفة كيفية استعداد حكومة ناتنياهو لمواجهة خطر الزّلزال، وما إذا كانت الأجهزة المعنية تقوم بالإعداد لمواجهة الأمر.
زلزال بإسرائيل.. سيناريوهات
في غضون ذلك، طالبت قيادة “الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي” المواطنين بـ”تحديث” المبادئ التوجيهية للسّلوك السليم في حالة وقوع زلزال، مبرزين أنه بإمكان أي إسرائيلي أن يحصل على تحذيرات من خلال التطبيق.
ووضّح ناطق باسم هؤلاء القادة أن هناك اليوم أنظمة تحذير لم تكن موجودة في السّابق، لديها القدرة على حماية الناس الذين بمقدورهم الخروج في الوقت المناسب.
وموازاة مع ذلك، تحرص الجبهة الدّاخلية على تنظيم حصص تدريبية داخل المدارس للتدريب على إخلاء سريع مع الطلاب.
وبدوره، أجرى يواف غالانت، وزير الدّفاع، مع كل رئيس هيئة الأركان (هرتسي هاليفي) والمدير العام لوزارة الأمن (إيال زامير) “تقييما للوضع”، تَقرّر على إثره إقامة مستشفى ميداني في الجنوب التركي المُتضرّر.
ويستعدّ الجيش الإسرائيلي، وفق ما أكد ناطقه الرسمي، لإرسال المستشفى في أسرع وقت ممكن، يتوقع أن يقدّم علاجات لآلاف المصابين الذين سيتمّ إخراجهم من تحت الأنقاض.
وكانت بعثة إنقاذ إسرائيلية قد وصلت بالفعل، صباح اليوم الثلاثاء، إلى أضنة (في منطقة الزلزال) واتجهت فورا إلى المناطق المُتضرّرة، حيث بدأت عمليات الإنقاذ في بلدات حدّدتها لها السّلطات التركية المعنية.
وفي هذا الإطار وضّح نداف ماركمان، نائب السفير الإسرائيلي في تركيا، أنهم واجهوا صعوبات في الحصول على الموافقة الضّرورية لإنزال قواتهم، لا سيما في ظل ضغط الوقت.
ويشار ان الزلازل في أي مكان في العالم وفي أي وقت، لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها.
ويشير المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك المعهد الأميركي إلى ثلاثة أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبزها منطقة تسمى”الحزام الناري” أو “حلقة النار” (Ring of Fire) على حافة المحيط الهادئ وتحدث فيها أكثر من 80 في المئة من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة.
ويمتد هذا الحزام من تشيلي شمالا على طول ساحل المحيط الهادئ لأميركا الجنوبية إلى المكسيك في أميركا الشمالية، مرورا بالساحل الغربي للولايات المتحدة، إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا، ويمتد ليشمل جزر ألوتيان في المحيط الهادئ، واليابان، والفلبين، وغينيا الجديدة، وجزر جنوب غرب المحيط الهادئ ونيوزيلندا، بحسب وورلد أتلس.
ومن أبرز الزلازل التي وقعت في المنطقة زلزال تشيلي (1920) وزلزال فالديفيا (1960)، وزلزال ألاسكا (1964)، وفق المعهد الجيولوجي الأميركي.


الحزام الألبي
لحزام الألبي ويقع في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر من جاوة وسومطرة نحو المحيط الأطلسي عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ويعبر جبال الهيمالايا، وجبال إيران، والقوقاز، والأناضول، والبحر الأبيض المتوسط.
ويمثل هذا الحزام حوالي 17 في المائة من أكبر الزلازل في العالم، وشهد أكثر الزلازل تدميرا، مثل زلزال باكستان التي أودى بحياة أكثر من 80 ألف شخص في 2005، وزلزال إندونيسيا عام 2004، الذي تسبب في حدوث تسونامي أودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص.
حزام منتصف الأطلسي 
ويحدث تحت الماء وبعيدا عن الأماكن الحضرية لكن أيسلندا التي تقع مباشرة فوق منتصف المحيط الأطلسي تعرضت لزلازل كبيرة بلغت درجتها أكثر من 6.9 درجة.
وهذه الأماكن الثلاثة معروفة بالأنشطة الزلزالية، لكن يمكن أن تحدث الزلازل في خارج هذه المناطق، مثلما حدث في نيو مدريد بولاية ميزوري الأميركية (1811-1812) وتشارلستون في ساوث كارولاينا (1886). ومع ذلك، عادة ما تنقضي سنوات عديدة بين هذه الزلازل.
والدول الخمس الأكثر عرضة للزلازل في العالم الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان، وفق وورلد أتلس.
واليابان وإندونيسيا من أكثر دول العالم بالنسبة لعدد الزلازل، أما الصين وإيران وتركيا فتعتبران من أكثر دول العالم تسجيلا لزلازل كارثية.
ويقول المعهد الأميركي إن الزلزال الأخير في تركيا والذي امتد لسوريا، وأدى لمقتل أكثر من ألفي شخص على الأقل، إما مرتبط بمنطقة صدع شرق الأناضول، أو منطقة البحر الميت.
الدكتور صلاح محمود، الرئيس الأسبق للمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قال لموقع الحرة إن الزلزال الأخير في تركيا وقع في منطقة زلازال معروفة تاريخيا، بالقرب من منطقة زلزال عام 1939 الذي أودة بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وكذلك زلزال عام 1999 الذي أدى إلى مقتل نحو 17 ألف شخص.
وجاء زلزال تركيا نتيجة صدع يبدأ من خليج العقبة ويتجه شمالا نحو الأناضول، وفق الخبير المصري.
ويشير إلى أن كل المناطق المطلة على البحر المتوسط عرضة للزلازل نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية. لذلك تشهد دول مثل قبرص واليونان ومنطقة شمال غرب تركيا وجنوبها والجزائر والمغرب زلازل نتيجة ذلك.
لكنه يوضح أنه مقارنة بمناطق الزلازل الشهيرة في العالم، يعتبر النشاط الزلزال في المنطقة متوسطا أو صغيرا..