ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان بقوّة ست درجات إلى أكثر من 1224 شخص بالإضافة لسقوط أكثر من 3251 جريح أيضا، وتدمير اكثر من 8000 منزل، بحسب ما أعلن الناطق باسم هيئة إدارة الكوارث لوكالة فرانس برس.
وقال إحسان الله إحسان مسؤول إدارة الكوارث في إقليم كونار إنه جرى تنفيذ عمليات إنقاذ في أربع قرى بالإقليم أمس الاثنين بعد الزلزال، وإن الجهود ستركز الآن على الوصول إلى مناطق جبلية أكثر بعداً، وفقاً لما نقلته وسائل الاعلام الدولية.
وأضاف: «لا يمكننا التنبؤ بدقة بعدد الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض. نسعى جاهدين لإتمام هذه العمليات في أقرب وقت ممكن، والبدء بتوزيع المساعدات على العائلات المتضررة».
وأسفر الزلزال عن مقتل 812 شخصاً فقط في إقليمي كونار وننكرهار بشرق البلاد.
وقوضت التضاريس الجبلية والطقس العاصف جهود رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية على طول الحدود الباكستانية، حيث تسبب الزلزال في تدمير المنازل المبنية من الطوب اللبن.
وكان مسؤولون محليون وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية أفادوا، الأحد، بأن مركز الزلزال الذي ضرب على عمق ضحل نسبياً بلغ ثمانية كيلومترات، يقع على مسافة 27 كيلومتراً شرق مدينة جلال آباد في ولاية ننغرهار المحاذية لولاية كونار؛ حيث سُجّل العدد الأكبر من الضحايا إلى الآن.
وفي منطقة نورغال التي تُعدّ من أكثر المناطق تضرراً في كونار، أُصيب السكان بالرعب.
وقال ظفر خان غوجار الذي نُقل بواسطة مروحية إلى جلال آباد مع شقيقه المصاب، لـ«فرانس برس»: «انهارت الغرف والجدران على النساء والأطفال. قُتل البعض على الفور، وأصيب آخرون بجروح».
وأضاف الأفغاني، البالغ 22 عاماً لوسائل الاعلام الدولية: «فقد جيراننا أقارب. أصيب شقيقي بكسر في الساق».
ومنذ ساعات الصباح الأولى، أقلعت مروحيات من جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، لتقديم المساعدات وإجلاء عشرات من القتلى والجرحى، حسب وزارة الدفاع.
وفي مطار جلال آباد، كان مئات من عناصر الأمن يحمّلون أكفانًا بيضاء في مروحيات، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة «فرانس برس».
وأفادت وزارة الدفاع بأنّها نفّذت 40 رحلة جوية لتوصيل المساعدات وإجلاء العشرات من القتلى والجرحى.
وقال المسؤول المحلي في مقاطعة نورغال بولاية كونار، إعجاز عبد الحق ياد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم يسبق لنا أن رأينا أمراً مشابهاً». وأضاف عبر الهاتف: «الأمر مرعب. كان الأطفال والنسوة يصرخون».
وتواجه السلطات وعناصر الإنقاذ ووسائل الإعلام صعوبات كثيرة في الوصول إلى هذه القرى، فيما تسبّبت الانزلاقات الأرضية في قطع الطرق.
وسُجلت العديد من الهزات الارتدادية خلال الليل، بلغت قوة إحداها 5.2 درجة، ووقعت عند الرابعة فجراً (23:30 بتوقيت غرينتش).
ومنذ عام 1900، شهد شمال شرقي البلاد 12 زلزالاً بقوة تجاوزت سبع درجات، وفقاً لعالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، بريان بابتي.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن «حزنها العميق جرّاء الزلزال المدمّر»، مؤكدة أن «فرقنا موجودة ميدانياً لتقديم مساعدات عاجلة».
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة لوكالة «فرانس برس»، إنّ الوصول إلى بعض القرى الأكثر تضرّراً من الزلزال لا يزال غير ممكن بسبب انقطاع الطرقات. كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «تضامنه الكامل مع الشعب الأفغاني».
حصيلة زلزال أفغانستان تتجاوز 1224 قتيل و3000 جريح.
