ولعل أبرز ثمار هذه السياسة الرياضية الرشيدة تجلت في الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر. فقد تمكن أسود الأطلس من بلوغ الدور نصف النهائي، محققين بذلك إنجازاً غير مسبوق لأي منتخب عربي أو إفريقي في تاريخ المونديال. هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لسنوات من العمل الدؤوب والتخطيط المحكم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك.
هذا الإنجاز المونديالي يأتي في سياق سلسلة من النجاحات التي حققتها الرياضة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس. فقد حرص جلالته منذ اعتلائه العرش على وضع اللبنات الأولى لمشاريع وبرامج تطوير الرياضة، راسماً خارطة طريق طموحة لتنظيمها وتطويرها. وبفضل هذه الرؤية الملكية، صارت الرياضة المغربية مرجعاً يحتذى به قارياً ودولياً، لا سيما في مجال الحكامة والتسيير.
ومن أبرز مظاهر الاهتمام الملكي بالرياضة، حرص جلالته على دعم الرياضيين بشكل مباشر. فقد دأب على تهنئة الأبطال المتوجين برسائل كريمة ومكالمات هاتفية، تشجيعاً لهم على الاستمرارية والاجتهاد. كما استقبل جلالته العديد من الأبطال الرياضيين، كالبطل هشام الكروج بعد تتويجه بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004، والمنتخب الوطني بعد بلوغه نهائي كأس إفريقيا 2004، وفريق الرجاء بعد وصوله لنهائي كأس العالم للأندية 2013، بعثة المنتخب الوطني بعد عودتهم من كأس العالم قطر 2022.
وعلى صعيد البنية التحتية، شهد عهد جلالة الملك محمد السادس تشييد خمسة ملاعب دولية تستجيب لمعايير الفيفا في طنجة ومراكش وأكادير وفاس، إضافة إلى مئات ملاعب القرب في مختلف أنحاء المملكة. كما تم إنجاز مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يعد من أحدث المركبات الرياضية في العالم.
وعلى الصعيد الدولي، حرص جلالة الملك على دعم طموح المغرب لاستضافة كبرى التظاهرات الرياضية. فقد تقدم المغرب بترشيحه لاستضافة مونديال 2006 و2010 و2026، إلى أن تكللت الجهود بالنجاح في الفوز بحق استضافة مونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وفي هذا الإطار، أعطى جلالته توجيهاته للحكومة لتنفيذ جميع المشاريع الواردة في ملف الترشح، بما فيها تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير وتحديث الملاعب القائمة.
وتقديراً لجهوده في تطوير الرياضة المغربية والإفريقية، منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” جلالة الملك جائزة التميز لسنة 2022، في حفل دولي بحضور رئيس الفيفا وكبار المسؤولين الرياضيين.
إن هذه الإنجازات الرياضية، وعلى رأسها الأداء التاريخي للمنتخب الوطني في مونديال قطر، تعكس رؤية ملكية شاملة تؤمن بدور الرياضة في التنمية والتقارب بين الشعوب. فكما جاء في رسائل جلالته للعديد من المؤتمرات الدولية، فإن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي أداة لاكتساب روح العمل الجماعي، والانفتاح على الآخر، وإدماج الشباب، ونشر قيم التسامح والتعايش.
فإن ما حققته الرياضة المغربية من تطور ونجاحات خلال الـ25 سنة الماضية يشهد على حكمة الرؤية الملكية وفعالية السياسات المتبعة. فبفضل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أصبحت الرياضة المغربية نموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً، وباتت تساهم بشكل فعال في تعزيز إشعاع المملكة وتحقيق تنميتها الشاملة. ولعل الإنجاز التاريخي في مونديال قطر خير دليل على ثمار هذه السياسة الرياضية الحكيمة، وبشرى بمستقبل أكثر إشراقاً للرياضة المغربية على الساحة العالمية.
“””اكسبريس/باحدة عبد الرزاق””””