زروال: البوليساريو تلقت هزائم ميدانية جعلتها تتراجع 40 كيلومترا داخل المنطقة العازلة.

كشف الناشط الصحراوي المعارض لجبهة البوليساريو، سعيد زروال، عن معطيات مثيرة حول الوضع الميداني والسياسي المتعلق بالنزاع في الصحراء، حيث أشار إلى أن البوليساريو تلقت هزائم ميدانية جعلتها تتراجع 40 كيلومترا داخل المنطقة العازلة التي تصفها الجبهة الانفصالية بـ”الأراضي المحررة” منذ عودة المواجهات مع القوات المغربية في نونبر 2020.
وأوضح زروال، عبر حسابه بموقع فيسبوك، أن هذه المعطيات تم تقديمها خلف أبواب مغلقة خلال ندوة نظمتها ما تسمى بـ”وزارة الخارجية الصحراوية”، حيث أكد “ممثل البوليساريو” بالأمم المتحدة، محمد عمار الذي قال، حسب زروال، بأنه “لايمكن وقف إطلاق النار والمغرب قام بإحتلال 40 كلم جديدة من الأراضي الصحراوية المحررة بعد 13 نونبر”.
كما أضاف زروال في منشوره، بأن عمار تحدث عن التحديات التي تواجه المطالب الانفصالية، من بينها المسودة الأمريكية لسنة 2008، التي قالت فيها بشكل واضح إنه “لا يُمكن قيام دولة صحراوية مستقلة”، بالإضافة إلى الدعم الفرنسي الدائم للمواقف المغربية في مجلس الأمن فيما يتعلق بقضية الصحراء.
وبالرغم من أن هذه المعطيات تم الإدلاء بها خلف الأبواب المغلقة وفق تعبير زروال، إلا أن ما كشفت عنه المنابر الرسمية للبوليساريو بخصوص هذا اللقاء، والتصريحات التي خرجت للعلن من طرف محمد عمار، تتماشى مع هذا السياق الذي يشير إلى وجود حالة من “الانهزامية” داخل البوليساريو في ظل الهزائم الدبلوماسية والميدانية التي تتلقاها.
واعترفت جبهة البوليساريو الانفصالية خلال هذا اللقاء بالدور الهام الذي تقوم به فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في التأثير على قرارات مجلس الأمن الدولي بما يُعارض طموحاتها الرامية إلى الانفصال، وهو ما يشير إلى توجيه باريس وواشنطن مواقفهما بما يتماشى مع اعترافهما بسيادة المغرب على الصحراء.
وقال “ممثل البوليساريو” لدى الأمم المتحدة، في ذات اللقاء، بناء على ما نقلته الوكالة الرسمية للجبهة الانفصالية، بأن عملية السلام في الصحراء تعاني من “شلل تام” نتيجة موقف المغرب، ومواقف بعض الأطراف الوازنة في مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
وادعى عمار بأن المغرب يرفض التقدم في اتجاه الحل، دون تقديم أي توضيحات بشأن الحل الذي يقصده، علما أن المغرب يُقدم في هذا السياق مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، وهو المقترح الذي يحظى بقبول من طرف العديد من دول العالم، عدا البوليساريو والجزائر.
وكرر “ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة”، ما تردد الجبهة الانفصالية بدعم من الجزائر، وهو “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتصفية الاستعمار”، بالرغم من إجماع أغلب الدول الوازنة في الأمم المتحدة على صعوبة تحقيق هذا المبتغى، وتجاوز الأمم المتحدة نفسها لمقترح الاستفتاء لاستحالة تطبيقه.
ويتزامن هذا الخطاب الذي تخفي من وراءه البوليساريو هزائمها الدبلوماسية، مع تسجيل المغرب لنجاحات دبلوماسية مهمة، آخرها إعلان جمهورية غانا تعليق علاقاتها مع “الجمهورية” الوهمية التي أنشأتها الجبهة الانفصالية، وهو ما يُشكل ضربة موجعة لها على الصعيد القاري والدولي.
وجاء الإعلان عن هذا القرار يوم الثلاثاء الماضي في وثيقة رسمية لوزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي لجمهورية غانا، موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية، وقد قررت جمهورية غانا “إبلاغ حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية”.
ويأتي تعليق غانا لعلاقاتها مع البوليساريو في بداية السنة الجديدة، بعد سنة 2024 الحافلة بالانجازات المغربية في ملف الصحراء، حيث سحبت دول أخرى اعترافها بالبوليساريو، كبنما والإكوادور، إضافة إلى توجه دول أخرى لدعم سيادة المغرب على الصحراء كالباراغواي وعدد من دول أمريكا اللاتينية.
“””الصحيفة”””