وطنية
سابقة…استقالة تسعة أعضاء منتخبين من أصل 18 عضوا بالجماعة الترابية لفكيك،وهذا هو السبب:
أعلن المستشار العضو بمجلس الجماعة الترابية فجيج مصطفى يحيى من خلال تصريحه للصحافة عن استقالة نصف أعضاء الجماعة يوم الجمعة 16 ماي 2024، ـ أي ما مجموعه تسعة أعضاء منتخبين من أصل 18 عضوا ـ كانوا يمثلون ساكنة فجيج.
وقال في تصريحه: “نحن نعلن اليوم عن تقديم استقالتنا الجماعية من المجلس الجماعي لفجيج”.
وعن أسباب هذه الاستقالة الجماعية أوضح قائلا: “أنه بعد ما يزيد عن 190 يوما من الاحتجاجات المتتالية للساكنة، بعد ما سلكنا مجموعة من السّبل، سواء الحزبية أو القضائية، من أجل الدفاع عن إرادة الساكنة التي كنا نمثلها قبل الاستقالة”
وشدد في تصريحه بالقول على أن “مجموع الأعضاء الذين تقدموا باستقالتهم قد بدلوا كل ما في استطاعتهم، وعملوا المستحيل من أجل تلبية مطلب الساكنة، المتمثل في رفض الانضمام لمجموعة الجماعات الترابية في الشرق للتوزيع”.
وقال في تصريحه: “إن الساكنة تتشبث بالإنسحاب”. وعليه فإننا نعلن للساكنة “أننا لم نستطع تلبية مطالبها وبناء عليه نقدم استقالتنا الجماعية من الجماعة الترابية فجيج”.
واعتبر المستشار مصطفى يحيى أن “الاستقالة جاءت على خلفية أسباب وجيهة، تتمثل في التجاهل التّام لخصوصية جماعة فجيج”. على اعتبار أن فجيج “لها منظومة مائية فريدة،
ويتخوف سكانها من الإضرار بهذه المنظومة التي تشكل عصب قوتهم اليومي، وتختلف فيه واحات فجيج كل الاختلاف على نظيراتها التي أعلنت انضمامها لمجموعة الجماعات الترابية، سواء بالجهة الشرقية أو في باقي جهات المملكة مستقبلا”
ومن هذا المنطلق أكد نفس المتحدث بقوله: “إن إيماننا الراسخ بما يكتسيه موضوع الماء من أهمية في تاريخ الواحة وحياة الساكنة هنا بفجيج، وما بدله الأجداد والآباء منذ قرون على الحرص والمحافظة على هذه المادة وصيانة مصادرها وترشيد إدارتها من حيث الاستعمال والاستهلاك” وأضاف مؤكدا على أنهم “أبدعوا عدة طرق وتقنيات لاستخراجه من الفرشة الباطنية والتي تشكل مصدر مياه العيون بفجيج تستغل مياهها بتقنية الخطارة”.
وأضاف موضحا بأنها “تشكل ما يشبه الآبار والتي تسمى محليا “إفلان” وتُجَرُّ المياه داخل شبكات القنوات الباطنية كالأروقة، وعندما تطلق على سطح الأرض تتفرع إلى سواقي لسقي الحقول، أو تجميع المياه في صهاريج”.
وعدّد في هذا السياق أسماء أهم العيون المائية الضاربة في القدم، مؤكدا على أن هذه المنظومة المائية الفريدة في جلبه وتجميعه وتوزيعه والحفاظ علة تدفقه، واستمراريته، هو ذاكرة مشتركة بين جميع أبناء فجيج، وعقيدة متأصلة في وجدان المواطنين في هذه الواحة، وفي هذه الربوع الطيبة من وطننا العزيز”.
وأشار إلى أن الأمر “لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك، سيما بعد الإعتراف الأخير الذي حظيت به واحة فجيج من طرف منظمة الأغذية والزراعة المعروفة بالفاو، سنة 2022، بمنح واحة فجيج اعتراف يقضي بأنها تراث زراعي دو أهمية عالمية”.
عطفا على ما صرح به نفس المستشار الجماعي أكد قائلا: “أنه لا يمكننا كممثلين لساكنة هذه الواحة ذات الأهمية البالغة، بأي شكل من الأشكال القبول بهذا التشريع الجديد الذي سيعتمد عليه في تسيير الماء في فجيج والذي قاومت الساكنة منذ مئات السنين كل ما من شأنه تهديد هذه المنظومة المائية الضاربة في القدم سيما وأن الوافد الجديد أي الشركات المتعددة الخدمات للتوزيع، بموجب القانون 21 ـ 83 و بموجب القانون 95 ـ 17 فإن هدفها هو جني الأرباح”.
وختم قائلا: “نعلن أننا لم نستطع الدفاع عن مطالبكم، وبالتالي فإننا نعلن استقالتنا من المجلس الجماعي وفق المقتضيات القانونية”.