أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان غضب فعاليات أمازيغية، حيث انتقدت هذه الأخيرة منع الدولة مشاريع تأسيس الأحزاب ذات المرجعية الأمازيغية مقابل السماح لتنظيمات أخرى، تتخذ مواقف عدائية ضد الوحدة الوطنية، بالتواجد داخل الساحة الحقوقية.
وسجلت هذه الفعاليات أن تصريحات عزيز غالي فتحت تساؤلات عميقة حول مدى التزام الدولة بتطبيق قوانينها على الجميع، وحول معايير التساهل مع بعض التنظيمات رغم مواقفها المثيرة للجدل، مقابل تشديد الخناق على أخرى.
ونددت الفعاليات نفسها بما أسمته “غياب المساواة وتكافؤ الفرص بين الحركة الأمازيغية وتيارات القومية العربية”، داعيىة إلى منح حرية أكبر للمشاريع والتنظيمات التي تدافع عن الهوية الوطنية والخصوصيات الثقافية المغربية.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أفاد المحامي حميد بوهدا بأن “الدولة مطالبة بالقطع مع الازدواجية، لكي تسري قواعد الدستور على الجميع بدون تمييز”، مضيفا أن ما هو عكس ذلك “يفرض إعادة النظر في المقتضيات التي تمت بموجبها مواجهة تأسيس الأحزاب ذات المرجعية الأمازيغية، التي تدافع عن القيم الأمازيغية المغربية”.
وأوضح عضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي أن “الاختلاف في البرامج وحتى مع السياسات العمومية أمر محمود يثري النقاش العمومي ويساهم في تجويده، لكن الاختلاف حول قضية الوحدة الترابية أمر غير مقبول، ولا تقبله حتى أعتى الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك إسبانيا”.
ومن جهته، كشف الباحث في الثقافة الأمازيغية، عبد الله بوشطارت، أن “أفكار القومية العربية التي اكتسحت المغرب خلال العقود السابقة وترسخت في الفكر السياسي المغربي، خاصة داخل تيارات وتنظيمات اليسار بكل تلاوينه الجذري والمعتدل، تسببت في آلام وجراح كثيرة، لاسيما في ما يخص تدمير الهوية الوطنية والثقافية للمغرب، وأيضا استهدافها اللغة الأمازيغية”.
وتوقف بوشطارت عند ما أسماه “تماهي تنظيمات اليسار القومي العربي مع الأساطير المؤسسة لجبهة البوليساريو، التي صنعتها الأنظمة العربية الاشتراكية والبعثية والناصرية في الشرق، قصد تفكيك الوحدة الترابية للمغرب الأمازيغي الإمبراطوري، الذي شكل عقدة تاريخية لأنظمة الشرق”، وفق تعبيره.
وشدد المتحدث على أن “الحركة الأمازيغية استطاعت أن تهدم الأسس الفلسفية والفكرية والسياسية لهذه الأفكار، من خلال معارك فكرية ونقاشات ونضالات استمرت لسنوات طويلة في الدفاع عن الأمازيغية والتعددية والاختلاف، وعن ضرورة القطيعة بين المغرب والشرق وأفكاره وصراعاته المذهبية والطائفية والعرقية والدينية”.