فضحت معطيات جديدة حملة إعلامية جديدة، يقودها اللوبي الفرنسي في إسرائيل، المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، على المغرب في ملف ما يسمى “اقتناء المغرب قمرا إسرائيليا للتجسس بمبلغ مليار دولار”.
وقال عبد الفتاح نعوم، الباحث في العلوم السياسية، في لقائه اليومي على قناته بـ “يوتوب”، إن نشر خبر “القمر الإسرائيلي” زائف، إذ يكفي البحث في الوثائق والمواقع الإلكترونية المتخصصة، لتأكيد أنه “صنع في فرنسا وعمم في إسرائيل” لتصفية حسابات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة، ومن جهة أخرى شن حملة على المغرب لـ “دغدغة عواطف المغاربة”، بعدما فشلت محاولات أخرى للنيل من مكانة المغرب في المشهد السياسي العالمي.
وعدد نعوم دلائل كثيرة لتأكيد زيف خبر “قمر التجسس”، وقال: “من غير المنطقي تصديق اقتناء قمر اصطناعي بمليار دولار، لأن المبلغ يفوق ميزانية دول بأكملها”، موضحا أن دولا غنية بالبترول، وتواجه نزاعات إقليمية لا تصرف ولو عشر المبلغ المعلن عنه، مشيرا إلى أن الموقع الإلكتروني الإسرائيلي الذي نشر الخبر يتحدث عن معطيات لا يقبلها العقل والمنطق.
وذكر نعوم أن الموقع الإسرائيلي، الذي نشر الخبر، متخصص في الاقتصاد، ويتبع مجموعة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، التي تشتهر بأنها أحد أبواق الدعاية الفرنسية داخل إسرائيل، وتمثل لوبي فرنسيا يقوده رجال أعمال. وأضاف: “لماذا اختاروا هذا التوقيت بالضبط لنشر الخبر؟ لأن هناك أزمة بين فرنسا وإسرائيل، فباريس تعاني الاختناق السياسي، ووزير إسرائيلي، مقرب من نتنياهو، انتقد الانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة، ومعروف بدعمه لليمين الفرنسي، وبالتالي، توجد بوادر أزمة دبلوماسية بين ماكرون وإسرائيل”.
وأوضح نعوم أن الموقع الإسرائيلي، ليست المرة الأولى التي ينشر أخبارا مماثلة، فهو يشكل مصدرا لأخبار مراكز للدراسات مقربة من التيارات الإسلامية، ومنها مركز الجزيرة القطرية للدراسات، المقربة من الإخوان المسلمين، التي تستعين بأخباره كلما أرادت الهجوم على نتنياهو، مؤكدا أن قنوات الدعاية الفرنسية، ومنها “قناة فرانس 24″، ادعت أن الخبر نشرته مواقع مغربية، في حين أن المواقع المغربية نشرت الخبر نقلا عن الموقع الإسرائيلي، الذي اعتمد على جريدة “لاتربين”، التي يملكها رودولف سعادة، أحد رجال الأعمال المقربين من ماكرون، ونشر في الخامس من دجنبر 2023.
وكشف نعوم أن الخبر قديم، أي نشر قبل شهرين من أحداث 7 أكتوبر2023، في سياق الدعاية ضد المغرب، إلا أن نشره لم يحقق الأهداف المرجوة منه، ما دفع وسائل الأعلام الفرنسية لانتظار الفرصة لشن حملة جديدة، ومنها مرور سفينة إسرائيلية من ميناء طنجة، مشيرا إلى أن سبب انزعاج فرنسا وشنها للحملات، عدم استيعابها للاتفاقية التي وقعها المغرب مع إسرائيل وأمريكا وتحالفاته الكبرى الدولية، ف”هذه الحملات تهدف إلى دغدغة المشاعر”.
يذكر أن رودولف سعادة، رجل أعمال فرنسي من أصول لبنانية، ومالك القناة الإخبارية الفرنسية “BFM TV”، التي طردت الإعلامي المغربي رشيد مباركي، بسبب عبارة الصحراء المغربية التي قالها في إحدى نشراته الإخبارية.