كتاب وآراء

مهزلة الانتخابات الرئاسية بالجزائر تختتم بإعلان مرشح العصابة الحاكمة من العساكر فائزا ب 94.65% من الأصوات.

بعد الاعلان الرسمي المنتظر بفوز “كركوز” عصابة الكابرانات الحاكمة بقصر المرادية…وبعد إعلان نسبة المشاركة في مسرحية ما يسمى “الانتخابات الرئاسية المبكرة” بالجارة الشرقية الجزائر، امس السبت، والتي وصلت حسب ما نشره نظام الكابرانات إلى 48.03 بالمئة في الداخل، و19.57 بالمئة في الخارج، بدأت ردود الفعل تظهر، والتي كان أولها من حملة المرشح عبد العالي حساني شريف، التي قالت إنها “سجلت انتهاكات”.
 وأصدرت حركة مجتمع السلم “حمس” بيانا، نددت فيه ببعض الممارسات التي شابت عملية الفرز في عدد من المكاتب على مستوى البلاد، مع العلم أن القانون يسمح بتواجد مراقب لكل مرشح مشارك في الانتخابات في كل مكتب، لمراقبة عملية الانتخاب وصولا لعملية الفرز.
وأوضح الحزب الدي يزعم انه دو توجه اسلامي،والذي دخل السباق الرئاسي بمرشحه، حساني شريف، عبر بيان، أنه “رصد ضغوطا كبيرة على بعض مؤطري (موظفي) مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، وعدم تسليم محاضر الفرز لممثلي المرشحين”.
هي اصوات من الداخل تندد وتكشف حقيقة “المسرحية الركيكة الاخراج” التي عاشتها الجزائر امس السبت 7 شتنبر 2024، تحت مسمى”الانتخابات الرئاسية”، والتي شارك في تجسيد دور البطل فيها، عبد المجيد تبون/الكركوز الحالي المدعوم من طرف العسكر (الحاكم الفعلي للبلاد) من أجل إعادة تعيينه لعهدة ثانية…وسط إجماع محلي ودولي بأن الرئاسة ستؤول إلى “تبون” .
انتخابات جسد دور الكومبارس فيها ببرعاة عناصر الجيش الجزائري ومنتسبي باقي الاجهزة الامنية والاستخبارتية…الدين ثم تنزيلهم لمكاتب التصويت على شكل حشود بكثافة للتغطية على مقاطعة الشعب الجزائري المطالب بتحرير الدولة من الحكم العسكري للمهزلة، (والدي تشير بعض التقارير المستقلة الداخلية والخارجية ان نسبة المقاطعة بلغت اكثر من 93 في المئة، ووصلت الى اكثر من 99 في المئة في منطقة القبائل المحتلة)؛ بحيث أن العسكر يلعب على نسبة المشاركة فقط، فهو يريدها معبرة على نسبة محترمة تضفي شيئا من الشرعية لتبون ..وهو ما دفعه بعد فشل كل محاولاته لتصوير مكاتب التصويت باعتبارها تعيش على ايقاع المشاركة الكبيرة عبر الاستعانة كما قلنا سابقا (نقل عن اكثر من مصدر) بعناصر الجيش والامن بزي مدني…لجاء الكابرانات الى إضافة ساعة في آخر النهار…لتمكين أجهزة الداخلية من إغراق صناديق الاقتراع بأوراق تصويت مزورة…لا لشيء، فقط للرفع من نسبة المشاركة…وكما يبدو في الصورتين…وحسب أجهزة الداخلية في أرقامها…أنه وإلى حدود الخامسة مساءًا…كانت نسبة المشاركة تقدر ب 26.46% (رقم تم تضخيمه طبعا وبكثيييير كما كتب احد المعارضين الجزائرين) .. ليصبح هذا الرقم وفي ظرف 3 ساعات فقط 48.03% !!!
انتخابات جائت في سياق اجتماعي وسياسي متوتر.. بحيث كُممت الأفواه وزُج بجميع المعارضين المدنيين والعسكريين وأصحاب الرأي والمؤثرين على منصات التواصل الافتراضي في السجون أو دفعهم الضميروالمبادئ إلى مقاطعة الانتخابات ..
للإشارة .. هناك أكثر من 300 سجين رأي في الجزائر .. و35 جنرالا من أجنحة منافسة لجناج شنقريحة .. والعديد من المسؤولين الوزاريين والمدراء السابقين في عهد بوتفليقة ..
فقد سُمح لمرشحين اثنين فقط “لتجسيد دور البطولة في المسرحية الهزيلة/بالترشح أمام مرشح العسكر وهما : يوسف أوشيش، السكرتير الأول “لجبهة القوى الاشتراكية FFS”، وعبد العالي حسني الشريف، زعيم حركة المجتمع والسلام (MSP)، الحزب الدي يزعم انه دو توجه اسلامي..
وكلاهما يعرف محدودية دوره في المسرحية مسبقا، ويعرف محدودية شعبية الحزب والتيار الذي يمثله..ومن الواضح أن مشاركتهما جاءت فقط لتضفي على نظام عصابة الكابرانات الحاكم نوعا من الديمقراطية، بحيث يقال أن العسكر سمح لحزبين وتيارين أحدهما ينتمي للتوجه الديمقراطي الأمازيغي والآخر للتوجه الإسلامي كممثليين للمشهد السياسي الجزائري .. رغم أن الواقع بعيد كل البعد عن هذه المسرحية المفضوحة ..
مسرحية يوم امس التي استخدم فيها مرتزقة البوليزاريو ومحتجزيها بمخيمات تندوف…الى جانب عناصر الامن والجيش الجزائر بزي مدني كالعادة (نرى في مراكز الاقتراع أعداد من المجندين الشباب يأتون أفواجا أفواجا وفي شكل منظم، لا يوجد فيهم ملتحي واحد رغم أن اللحية أصبحت موضة هذا الزمان وسط الشباب الجزائري– الكلام هنا عن اللحية الشبابية وليست اللحية التي ترمز إلى الانتماء السلفي او الاخواني وغيره – وكلهم جاؤوا على الساعة 8.30 د !عجبا ! .. (قلنا هذه المهزلة الجزائرية) غاب في حملتها الدعائية الكلام عن الاقتصاد، سواء تعلق الأمر بإنجازات الفترة الماضية (لأن حصيلتها صفرية) أو وعود من أجل إنجازات مستقبلية في العهدة الثانية .. بل إن “تبون” لم يشر حتى ل”معجزة القمح” التي انفضحت فبركة فديوهاتها بالذكاء الاصطناعي والغباء الجزائري بعدما علم العالم بأن الجزائر مستعدة لاستيراد 8.5 مليون طن من القمح هذا العام 2024 ..وعكس ذلك اطلاق “تبون” عنان لسانه لعقيدة العداء المَرضي للنظام العسكري الجزائري لمبدعها المقبور بوخروبة المعروف ببومدين صاحب مقولة:“غانديرو حجرة فسباط المغرب”،ضد المملكة المغربية،وهي العقيدة التي تقوم على دعم جبهة “مرتزقة البوليساريو” وفي بعض الاحيان محاولة زعزعة استقرار المملكة من خلال الاعمال الارهابية تفجيرات “أطلس أسني” بمراكش سنة 1994…ولم يكتفي “تبون ” بذلك بل امتدت “هرطقاته” لتمتد الى التطاول على مصر في محاولة منه للركوب على معانات الفلسطينين في قطاع غزة…ثم الاعلان عن ارقام فلكية دون فهمها واستيعابها ، كما فعل خلال كلمته في افتتاح الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الماضية، لما اعلن أن الجزائر ستنتج العام المقبل مليار و 300 مليون متر مكعب من الماء المحلى يوميا، وهو رقم فلكي رسم علامات استفهام كبرى على محيا رؤساء وملوك وأمراء الدول الحاضرة ، فيما تناولت قنوات عالمية المعطى من زاوية السخرية والاستهزاء لمجانبته الواقعية واستحالة تحقيقه…فالاعلان عن ان الجزائر دون ديون خارجية،حيث يقول تبون:”في شمال إفريقيا، في إفريقيا، الدولة الوحيدة من العالم الثالث التي حرصت على أن لا يكون عليها دولار واحد من المديونية.. هي الجزائر “،وهم ما يكشف بيانات صندوق النقد الدولي زيفه وكذبه، حيث يؤكد البنك الدولي إن الدين العام للجزائر شهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث انتقل من 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية عام 2014 إلى 62.8% في نهاية عام 2021، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 52.4% بنهاية عام 2022. ووفقاً للتقرير، فإن الجزائر التي كانت الأقل مديونية بين 54 دولة في القارة الإفريقية عام 2014، صعدت إلى المرتبة 26 في غضون سبع سنوات فقط. بل إن التقرير يحذر من أن الجزائر قد تصبح قريباً واحدة من أكثر عشر دول مديونية في إفريقيا…الى ذلك قال تبون:” ان الجزائر ثالث قوة اقتصاذية في العالم”، الى ان اغتال أربعة ملايين جزائري دفعة واحدة، في كذبة مفضوحة رفع فيها عدد “الشهداء” من مليون شهيد، وهو العدد الذي أطلقه بن بلة وجمال عبد الناصر كشعار، في بداية نشأة الجزائر عام 1962، كدولة بمواصفاتها القانونية والدستورية. وتدحرج العدد في عهد الرئيس بوتفليقة إلى مليوني شهيد، قبل أن يوصله كبير الكذّابين تبون إلى خمسة ملايين وستمائة وثلاثين ألف، في عملية تزوير للوعي الشعبي الجزائري، والظهور بمظهر المجاهد الأكبر الذي يقدر حق تقدير شعبه “المجاهد”، متناسيا أن عدد سكان الجزائر سنة 1840 لم يكن يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة، بحسب إحصاءات فرنسا، فيما عددهم في أول إحصاء جزائري سنة 1963، كان يراوح العشرة ملايين نسمة. بل ان وزارة المجاهدين وهي الوزارة المعنية، لا تعترف إلا بنحو 450 ألف شهيد، ممن تتقاضى أسرهم بعض التعويضات عن الوفاة الى اليوم.
هي عناوين محدد من عناوين كثيرة من “برنامج الكذاب عفوا تبون الانتخابي”، وهي اكاذيب بدأها تبون محتشمة مند اخباره من طرف الكابرانات انه سيكون خليفة بوتفليقة لقياس حرارة المتلقي الجزائري، ثم تفاقمت هده الاكاذيب وتدحرجت مثل الكرة الثلجية، لتصبح أكثر تأثيرا وخطورة على بعض الجماهير الجزائرية(الجماهير بمنطق افلاطون)، بما يتماشى مع المقولة الشهيرة لجوزيف جوبلس، وزير الدعاية النازية في عهد هتلر: “كُلما كبُرت الكذبة كان تصديقها أسهل”.
“””هي مسرحية/انتخابات رئاسية للاستهلاك المحلي فقط””””
هي مسرحية/انتخابات بدون مراقبين دوليين حيث رفض الكابرانات اي مراقبة خارجية…وهي انتخابات بدون حضور صحافي دولي يتابع العملية الانتخابية، بحيث رفض الكابرانات أيضا منح تراخيص للصحافة الدولية لتغطية الحدث…بل إن وكالات الأنباء الدولية أصلا لم تهتم بهذه الانتخابات التي تعرف أنها محسومة سلفا وشكلية ليس إلا ..
هي مسرحية/انتخابات إذًا للدعاية الداخلية، موجهة للمبردع الجزائري، صاحب الأصابع الزرقاء…وهي شأن وعملية داخلية جزائرية…فنظام الكابرانات الجزائري ليس في حاجة إلى صحافة دولية ولا مراقبين دوليين يشهدون له بالنزاهة والشفافية،ولا إلى نشر فضائح…ففي الأصل: ليست هناك انتخابات في الجزائر بل هناك تعيين شخصية “كركوزية” من طرف العسكر الحاكم…وما الانتخابات سوى واجهة لحجب الوجه الحقيقي والقبيح عن طبيعة النظام الشمولية وتبييض صحيفته أمام المجتمع الدولي..
الخلاصة الاهم:
لا بد أن نشير ونركز على إجماع مقاطعة الشعب القبايلي لهذه الانتخابات، كما جميع الانتخابات السابقة، وهي إشارة قوية بأن استقلال فدرالية القبايل الامازيغية مسألة وقت – ليس إلا – طال الزمن أو قصر…وفيها إشارة أيضا إلى أن الجزائر سوف تقسم إلى 3 دويلات، وسوف تعرف مخاضات وعشريات سوداء وحروب أهلية بدون شك..تماما مثلما حصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا والسودان .. ما لم يثم التخلص من النظام العسكري الحاكم.
وبالتالي ما ناضل عليه عسكر الجزائر الوظيفي الحركي الفرنسي من التدخل في شؤون دول الجوار ومحاولة تقسيم دول الجوار سيعود عليها هي…ولعل الملامح أصبحت أكثر وضوحا الآن من ذي قبل…
“””محمد امنون”””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى