عين على الصحافة

إلموندو : “إدارة ترامب تضع المغرب أولوية على إسبانيا”.

كشفت صحيفة “إلموندو” الإسبانية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تضع إسبانيا ضمن أولوياتها في الجولة الأولى من اتصالاتها الدبلوماسية، فيما برز المغرب كحليف مهم في استراتيجية واشنطن الجديدة، وهو ما يفرض على مدريد تجنب أي صدام مع البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأشارت الصحيفة الإسبانية في تقرير نشرته، امس الأربعاء، إلى أن ترامب لم يخف خلال ولايته السابقة عدم اهتمامه بالعلاقات مع إسبانيا، حيث لم يتواصل مع المسؤولين الإسبان حتى بعد مرور أسبوع على تنصيبه، وهو الأمر الذي تكرر مع عودته إلى السلطة، في الوقت الذي أجرى فيه وزير خارجيته، ماركو روبيو، اتصالات مع مسؤولين في دول أوروبية وآسيوية، بالإضافة إلى الرباط.
وأكدت “إلموندو” أن روبيو، الذي ينحدر من أصول كوبية ويتحدث الإسبانية بطلاقة، أجرى محادثات مع مسؤولين في دول البلطيق وبولندا والمجر وإيطاليا، بينما لم يُبدِ أي اهتمام بالتواصل مع إسبانيا حتى الآن، رغم أنه تحدث مع نظرائه في فرنسا وألمانيا على المستوى الأوروبي.
وذكرت الصحيفة أن غياب الاهتمام الأمريكي بإسبانيا قد يكون له تداعيات على علاقاتها مع واشنطن، خاصة أن ترامب سبق أن وجه انتقادات لمدريد بسبب إنفاقها الدفاعي المنخفض، وهو الملف الذي كان محط توتر خلال قمّة الناتو عام 2018، عندما هاجم ترامب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، واتهمه بعدم الوفاء بالتزامات بلاده تجاه الحلف.
وأضافت أن المغرب يبدو في وضع مريح دبلوماسيا مع واشنطن، بالنظر إلى العلاقات القوية التي جمعت الرباط بإدارة ترامب السابقة، والتي تُوجت باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، مشيرة إلى أن العلاقة الجيدة مع الملك محمد السادس قادت في الماضي إلى تحولات استراتيجية حاسمة في السياسة الخارجية الأمريكية.
وحسب “إلموندو”، فإن إدارة ترامب الجديدة بدأت أولى اتصالاتها مع حلفائها التقليديين، حيث تواصل روبيو مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وكندا وإسرائيل، إلى جانب مسؤولين من السعودية والأردن والإمارات، فيما لم يتم تحديد موعد لأي اتصال رسمي مع إسبانيا حتى الآن.
وأبرزت الصحيفة أن تهميش إسبانيا من قبل واشنطن قد يكون جزءا من نهج ترامب الأوسع تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث لم يرد روبيو دعوة مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، لحضور اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، وهو ما يعكس برود العلاقات الأمريكية الأوروبية في المرحلة الحالية.
كما ذكرت الصحيفة أن مدريد حاولت في عهد رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي تقديم نفسها كوسيط بين واشنطن وأوروبا وأمريكا اللاتينية، إلا أن ترامب لم يُبدِ اهتماما بهذه المبادرة، حيث تأخرت أول محادثة بينهما إلى فبراير 2017، بينما لم يتم أول لقاء رسمي بين وزيري الخارجية إلا بعد أسابيع من تولي ترامب السلطة.
وترى “إلموندو” أن موقف إسبانيا في السياسة الخارجية الأمريكية أضعف مقارنة بدول أخرى، فهي من المنظور الأمريكي ليست قوة نووية، ولا تملك حدودا مباشرة مع روسيا، كما أنها ليست في مصاف الدول الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، ولا تصنف كحليف أيديولوجي لترامب مثل المجر وإيطاليا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مدريد قد تجد نفسها مضطرة للتكيف مع نهج إدارة ترامب، خاصة في ظل الأولويات الجديدة التي تضع المغرب في موقع متقدم على الخارطة الدبلوماسية الأمريكية، وهو ما قد ينعكس على ملفات سياسية واقتصادية وأمنية تهم البلدين.
“”الصحيفة”””

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى