بعد النجاح الباهر الذي حققه محترف أكادير للفنون في لقائه الأخير مع جمهوره من خلال مسرحية “لونكيط” باللغة الأمازيغية، يواصل المحترف مسيرته بخطى ثابتة نحو تقديم أعمال أكثر جرأة وتجديدًا في الشكل والمضمون. هذه العودة ليست مجرد استمرار، بل تحمل رؤية نصية وإخراجية متجددة تفتح الباب أمام مساءلة القضايا الاجتماعية الحساسة، بلغة ساخرة وبتقنيات مسرحية حديثة ضمن إطار المسرح الأمازيغي المغربي.
مسرحية “إيغود”، التي سيُقدَّم عرضها الأول يوم الجمعة 19 شتنبر 2025 بقاعة إبراهيم الراضي بمدينة أكادير ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً، تمزج بين الكوميديا السوداء والعبث والتفكير الفلسفي، في قالب فرجوي ممتع يثير في الوقت نفسه أسئلة وجودية عميقة. فهي رحلة عبر الزمن تضع الماضي في مواجهة الحاضر، لتكشف تناقضات المجتمع الحديث وتفكك قيمه المتضاربة.
ينطلق العرض من تقاليد الكوميديا السوداء، حيث تتحول الفكاهة إلى أداة لمقاربة مواضيع تاريخية مرتبطة بعصرين متناقضين، وتضع المتفرج في موقع مواجهة مباشرة مع حقائق طالما جرى التعتيم عليها. وبين السخرية والجدية، تنبثق مفارقات تكشف زيف بعض المسلّمات الاجتماعية وتضع الإنسان أمام تساؤلاته الأولى حول الأصل والمعنى والمصير.
المسرحية من تأليف سفيان نعوم، وإخراج رشيد لهزمير، وسينوغرافيا هشام الذهبي، وملابس مليكة موض، وموسيقى هشام ماسين، وإضاءة خالد لكتيف، والمحافظة العامة حسن حنيش، وإدارة الإنتاج حسن ادنارور؛ فيما يتولى مهمة الإعلام والتواصل منتصر إثري.
ويتناوب على تشخيص أدوار المسرحية الفنانون: حميد اشتوك، كبيرة البرداوز، حسن عليوي، خديجة أمنتاك.
يُذكر أن مسرحية “إيغود” تأتي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبتعاون مع جماعة أكادير، في خطوة تؤكد على أهمية الانفتاح على تجارب مسرحية أمازيغية جديدة تراهن على الفكر والفن معًا.
