لا شك ان الجميع يلاحظ انه كلما ثم الإعلان عن تنظيم تظاهرة ثقافية فنية كبرى مثل موازين في الرباط، وتيميتار في اكادير، والبولفار بالدار البيضاء، والاصوات النسائية بتطوان…او تظاهرة دينية تجارية مثل موسم للاتعلات بإقليم تزنيت….الخ.
الا وخرجت القوى الظلامية الرجعية من جحورها بصفة مباشرة او غير مباشرة عبر بعض الأصوات التي تعرضت للاستلاب والتزييف الهوياتي والفكري، لتكشر عن أنيابَها، وفي مقدمتها “خلايا الاخوان والوهابيين”، ومن معهم من فصائل التقية والتكفير والمتاجرة بالدين، واستهداف المؤسسات…والهوية والثقافة الامازيغية، وذلك تحث ذرائع واهية مكشوفة مفضوحة للجميع…
فمرة يتحججون ويتمثرسون تحث يافطة حماية الاخلاق والشريعة الإسلامية …والاخلاق والقيم الإسلامية السمحة الوسطية منهم براء…ومرة يحاولون دغدغة عواطف ” الجماهير بمنطق افلاطون” بادعائهم محاربة الفساد والحرص على حماية المال العام.
أما ادعاءاتهم بالحرص على حماية الاخلاق والشريعة الإسلامية، فلقد جربتها امم كثيرة قبلنا عبر التاريخ ونحن معهم، في أكثر من موقع، وأكثر من محطة تاريخية، وأكثر من مناسبة سياسية واجتماعية، خاصة لما قرر “اهل العقد والحل” ان يفسحوا لهم الطريق للوصول في بعض الأقطار لكراسي “السلطة والحكم”، وهي الكراسي التي كشفت حقيقة معدنهم الدي يبهرنا بلمعانه الذهبي، وهو زيف على زيف، وفيهم صدق القول القائل: “ليس كل ما يلمع ذهبا”…
كما كشفت لنا “كراسي السلطة” حقيقة ايمانهم بالشريعة الإسلامية كما هي واردة في الدستور الإلهي “القران الكريم”، واخلاق الأنبياء والرسول…حين اجتهدوا في استغلال وصولهم لتلك الكراسي في غفلة من التاريخ وفوق ظهر “الغلابة بالعامية المصرية”، للعبث بكل المثل والقيم الأخلاقية والإسلامية، وقصصهم مع نسائهم…والغراميات الليلية في الشواطئ…وحتى الاغتصابات الجماعية في انشطتهم وتظاهراتهم ضد المؤسسات…ووقائع “عنترة وعبلة” داخل الوزارات التي تحملوا مسؤوليتها…ناهيك عن محاولاتهم الفاشلة للتمكين لأبنائهم واتباعهم داخل المؤسسات الحساسة داخل الدولة…كلها وقائع واحداث كشفت لنا حقيقتهم.
هي كراسي كشفت لنا حقيقة، ان هؤلاء مجرد كائنات منحلة تقول ما لا تفعل، بحيث لا تتردد في مخالفة الاخلاق ومبادئ الشريعة الإسلامية، وممارسة الكذب والتقية وطحن الشعب البسيط، اذا كان ذلك سيضمن لها رضى وقبول “اهل العقد والحل”، ويضمن لها البقاء في “كراسي السلطة وامتيازاتها الريعية”.
وأما المرافعة باسم الدفاع عن المال العام، فلقد شاهدنا كيف أساسوا لأبشع آليات التبذير الحقيقي للمال العام حين تعاملوا معه وهو في “كراسي السلطة” بمنطق الغنيمة، ووزعوه على الاتباع والموالين تحث يافطة ” منح الجمعيات والأحزاب”، والصفقات العمومية وسندات الطلب للموالين والاتباع…ناهيك عن التعويضات داخل المؤسسات التي كانوا يمررونها فيما بينهم…مثلما رأينا في سلوك كبيرهم الذي علمهم السحر الدي يتمتع براتب ريعي غير مستحق.
ان فهم واكتشاف الحقيقة وراء هجوم هذه الكائنات على كل المواسم الدينية والمهرجانات الفنية الكبرى تكمن في فهم حقيقة “مشروع التمكين” الدي تؤمن به كل القوى الظلامية الرجعية…مشروع يعتقدون انه الوسيلة والطريقة للتمكن من الدولة المدنية من الداخل ثم اسقاطها وإقامة “الدولة الدينية/دولة الخلافة/ دولة الشريعة…” تختلف المسميات والهدف واحد.
إنهم، بالهجوم على كل المناسبات الفنية والدينية الكبرى، يكونون مستهدفين ما هو أخطر وهو الإساءة إلى مؤسسة امير المؤمنين التي تحمي وتسهر على المنهج الديني الوسطي المالكي لهذا الوطن. واكثر من هذا الساهرة والضامنة لوحدة وسلامة هذا الوطن واختياراته السياسية والدينية والثقافية…
وهم يهدفون في نفس الوقت إلى الإساءة إلى أفراد من المحيط الملكي الذين يقتفون أثر قائد البلاد حفظه الله بحيث يجتهدون من أجل تمتيع المغاربة بمبادرات دينية تجارية فنية وثقافية من طنجة الى الكويرة.
ثم هناك الاستهدافات التخريبية الأخرى كالسعي إلى ضرب الدينامية التي تفجرها هذه المناسبات الدينية والفنية والثقافية التي تحتضنها ربوع مملكتنا الشريفة المقدسة. إذ لا أحد بإمكانه أن ينكر فضائل مثل هذه المناسبات إلا إذا كان جاهلا ماكرا ومناورا.
فمثل هذه المناسبات ليست فقط، كما تصورها القوى الظلامية، مناسبات لتبذير المال العام…ومرافق للغناء والرقص والفرح وممارسة الشعودة والاختلاط…ولكنها أيضا فرص اقتصادية وسياحية تهم حياة الفنادق والمطاعم ووسائل النقل وكل العناصر الاخرى التي ترتبط بالمعنى السامي للصناعة الثقافية...وهي بالأساس تمول من دعم المستشهرين والمحسنين.
وبناء عليه يحق للمغاربة أن يفخروا بكل المناسبات الثقافية والدينية والفنية والرياضية التي تشرف عليها اما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية او وزارة الثقافة، مع طموحهم المشروع لتطوير هذا المناسبات سعيا إلى مزيد من التجويد وتجنب التعترات التنظيمية او البرمجة واختياراتها، مثلما يحق لهم أن يفخروا بكل الضوء الثقافي والفني والديني الوسطي الذي يشع في بلادنا لأنه يعطي الثقة للعالم بوجود المغرب المتفتح، على كل مناحي الحياة، والمرتبط بجديد تحولات الثقافة والمجتمع.
“”” محمد امنون”””