ماء العينين:”هذا وطن وليس مدرسة!!”.

هناك من يلعب بالنار، اليوم يقارن ميزانية التعليم بتنظيم بلادنا لكأس العالم، وغدا سيقارنونها مع ميزانية الجيش وغدا مع ميزانية القصر،وغدا سيقولون لماذا الدعم الإجتماعي فرجل التعليم هو الاصل و رويدا رويدا سيبخسون انشاء المطارات والموانئ و كل شيئ !!!!
هؤلاء من قضوا في التعليم أقل من سنتين ،ومنهم من إلتحق في هذا الموسم ، ويعتبر نفسه منزها عن النقد لمجرد انه يحمل لقب مدرس، ويريد من هذه الدولة أن لا تستثمر في اي شيئ سوى في زيادة أجرته،وإلا فالعالم مختل وفاسد.
كل قطاع يدافع عن مصلحته،ولكن لا تحاولوا ان تقنعونا ان زيادة اجوركم ستجعلكم اكثر مردودية وعطاء في التدريس،فهناك رجال ونساء تعليم لهم اجور ضخمة ويهربون من القسم الى الإدارة والتفرغ النقابي!
تنظيم كأس العالم ليس ترفا ولا مجرد كرة ،كأس العالم هو فرصة لزيادة فرص المغرب في تحسين اوضاع مواطنيه، وتطوير إقتصاده،وتنميته. مقارنته بالتعليم فيه تعويم للنقاش وتشويه صورة البلاد.
هذا لا تفهمه بعض الكائنات التي أصبحت ترى أن العالم كله سيتوقف إذا توقف التعليم، وأن المدرس هو من يعلم الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي …..
هذه المعادلة لا تسمح للبعض ان يخلطوا الأوراق من اجل اغراض تبتعد عن المدرس ولكن تقصف الوطن بإسمه .
كفى من تبخيس مؤسسات الوطن من اجل حفنة حقوق ستأتي طال الزمن او قصر، لكن لا تعطونا الإنطباع ان مكانة مهنة المدرس تعطيكم الحق في ان تروا ان لا شيئ يجب أن ينجز في هذا الوطن مالم تتم الزيادة في اجوركم !!!!
أنا مع تحقيق مطالب المدرس ومطالب الجماعات وحقوق مختلف الفئات، وأرى أن صناعة السيارات والطاقات المتجددة وكرة القدم والبنية التحتية والسدود والموانئ والمطارات…كلها ضرورية ومهمة ولها الأولوية،وليس من المنطق في شيئ مقارنة الذي لا يقارن ، ومقاربة مالا يقارب.
هذا وطن حاجياته متعددة ومنها المدرسة.
ولكن لا تنسوا ان هذا وطن وليس مجرد مدرسة.
“وإلا فأوقفوا مسيراتكم للدفاع عن مطالبكم،وحولوها الى مسيرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، لماذا تتظاهرون من اجل المال وغيركم يموت يوميا ولا يجد قطرة ماء او دم ؟”
هل يبدو لكم هذا الكلام معقولا و مقبولا ؟ طبعا لا،لا يمكن ربط الذي لا يربط ،فتلك معركة وتلك اخرى.
بنفس المنطق، هناك 40 مليون مغربي ينتظرون كأس العالم لما له من آثار على البلاد والعباد ، ولا يهم إذا كان هذا لا يروق لمليون مدرس !!!
هذا وطن وليس مدرسة.
فهل تعتبرون؟                بقلم : ذ محمد ماء العينين.